ساوباولو – وكالات – انتقال
حملة مثيرة للانقسام شهدت تنافسًا بين خصمين لدودين على طرفي نقيض من الطيف السياسي، فاز فيها لولا دا سيلفا بنسبة 50.9 في المئة من الأصوات. وكان ذلك كافيا للتغلب على جايير بولسونارو، الذي كان أنصاره واثقين من الفوز.
وقال لولا دا سيلفا، في كلمة أمام حشد من أنصاره في ساو باولو، إن فوزه في الانتخابات بمثابة انتصار للديمقراطية، ليهزم محاولات اليمين من عرقلته، التي لم تتوقف حتى يوم التصويت، حين إتهم لولا قوات الشرطة بإيقاف الحافلات التي تقل الناخبين إلى صناديق الاقتراع في محاولة لمنعهم من التصويت -حسب حملة دا سيلفا-.وأمر رئيس المحكمة الانتخابية، ألكسندر دي مورايس، شرطة الطرق السريعة برفع جميع الحواجز وعمليات التفتيش.
نصير الفقراء
ويعتقد أفقر البرازيليون أن لولا هو نصيرهم، لأنه أيضا فقير، ونشأ وترعرع في بيئة مشابهة لبيئتهم، كما أنه وببرنامجه الاشتراكي الديمقراطي، نجح في توفير فرصا كبيرة لعمل الفقراء، و إقتطع ضرائب تصاعدية من الأثرياء لدعم موزانة الدولة لصالح التنمية.
ولم تتم مراقبة هذه الانتخابات عن كثب في البرازيل فحسب، بل في الخارج أيضا، مع قلق نشطاء البيئة بشكل خاص من أن أربع سنوات أخرى من حكم بولسونارو كانت ستؤدي إلى مزيد من إزالة الأشجار في غابات الأمازون المطيرة.
وأشار لولا إلى هذه المخاوف في خطاب الفوز الذي ألقاه، قائلا إنه “منفتح على التعاون الدولي لحماية الأمازون”.
وأضاف في تلميح عن منافسه “نقول للعالم إن البرازيل قد عادت. إنها أكبر من أن يتم نفيها إلى هذا الدور المحزن كدولة منبوذة عالميا”.
لكن في صميم خطابه كان هناك وعد بالتصدي للجوع، الذي يتزايد في البرازيل ويؤثر على أكثر من 33 مليون شخص.
وكان مفتاح شعبية لولا خلال فترتي رئاسته السابقتين هو انتشال ملايين البرازيليين من براثن الفقر.
لكن في اقتصاد ما بعد جائحة كورونا، لن يكون توفير الموارد المالية اللازمة لإعادة تكرار هذا العمل الفذ مهمة سهلة، خاصة إذا عرقله كونغرس معارض.
عاد حياً
الانقسام الذي أبرزته هذه الانتخابات من غير المرجح أن يتلاشى. إنها عودة مذهلة لسياسي لم يتمكن من الترشح في الانتخابات الرئاسية الأخيرة في عام 2018، لأنه كان في السجن ومُنع من الترشح للمنصب.
وأدين دا سيلفا بتلقي رشوة من شركة بناء برازيلية، مقابل عقود مع شركة النفط البرازيلية بتروبراس.
وأمضى 580 يوما في السجن قبل إلغاء إدانته، وعاد إلى المعركة السياسية.
وقال دا سليفا في مستهل خطابه للفوز “لقد حاولوا دفني حيا وها أنا ذا”.