الخرطوم – انتقال
رغم إغلاق دار المحامين بأمر من السلطة الانقلابية نصب المحامون السودانيون خيمة لتلقي العزاء على روحِ الراحلةِ “منال عوض خوجلي”، تكريماً لروحها وتاريخها النقابي والسياسي لاسترداد نقابة المحامين السودانيين من تمكينِ نظام الإنقاذ والمؤتمر الوطني المحلول. وأعلنت اللجنة التسييرية لنقابة المحامين السودانيين والتحالف الديمقراطي للمحامين ومحامو الطوارئ، تلقي العزاء واستقبال جُموع المُعزين من جميع فئات الشعب السوداني.
مُقاوِمة ومُدافعة
فَقَد المُدافعون عن حقوق الإنسان والحقوق المدنية والسياسية وقضايا المرأة والحركة النقابية في السودان، إحدى ركائزه ذات التاريخ الناصع في مقاومة عسف سلطة نظام المؤتمر الوطني المحلول والإنقاذ، برحيل المناضلة والسيدة المحامية “منال عوض خوجلي”، بعد صراع طويل مع المرض صبيحة الثلاثاء بجمهوريةِ المكسيك. ونعى تجمع المهنيين السودانيين وقوى الحرية والتغيير ومبادرة لا لقهر النساء ومحاميات بلا حدود في بيانات الراحلة معددين إنجازاتها ومسيرتها في الدفاع عن الحقوق المدنية والسياسية والحركة النقابية وتقديم العون القانوني لطلاب وطالبات الجامعات والنقابيين والسياسيين والناشطين طوال فترة نظام الإنقاذ.
نضال مستمر
كانت المحامية منال عوض خوجلي، واحدة من أبرز المدافعات عن نقابة المحامين السودانيين التي حُلت مع صبيحة انقلاب يونيو 1989م، وظلت على الدوام نشطةً وفاعلةً ضمن التحالف الديمقراطي للمحامين السودانيين واستمرت دون كلل أو تعب في حملات التحالف لاسترداد النقابة من براثن نظام الإنقاذ وتمكينه. وقدمت الراحلة مجهوداً كبيراً في الحملة الانتخابية للتحالف الديمقراطي للمحامين خاصةً في العام 2017م، وأسهمت مع زملائها في كشف تجاوزات النظام البائد في سجل المحامين والتلاعب بنتائج الانتخابات، وظلت تقف مع رفيقاتها ورفاقها ضد تسييس النقابة لصالح نظام المؤتمر الوطني المحلول.
وحصلت الراحلة منال عوض خوجلي، على درجة الماجستير في القانون من جامعة ويستمنستر بلندن، وشاركت في تأسيس كلٍ من محامي السودان والمركز السوداني للطفولة في لندن.
شقيقة شهيد 28 رمضان
دافعت منال عوض خوجلي خلال مسيرتها المهنية والحقوقية والسياسية منذ التسعينيات عن الطلاب والسياسيين والنقابيين والفاعلين في مجال الحقوق المدنية والسياسية. وكان أبرز ما قامت به الدفاع عن أعضاء لجنة أطباء السودان المركزية في 2016 – 2017م، بعد إضراب الأطباء واتهامهم في نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة، ولكن أبرز أعمالها كان فاعليتها في منظمة تجمع أسر شهداء 28 رمضان، حيث أنها شقيقة الضابط الشهيد “مصطفى عوض خوجلي”، الذي اغتاله نظام الإنقاذ أثناء حركة ضباط 28 رمضان في 1990م.
“المهنيين”: كانت صاحبة مواقف
ونعى تجمع المهنيين السودانيين الراحلة في بيان صحفي جاء فيه: (ذات مواقف مشهودة في الدفاع عن الحرياتِ النقابية طيلة سنوات عمرها المهني والنضالي ضمن التحالف الديمقراطي للمحامين، وتولت الراحلة رئاسة المكتب القانوني لتجمع المهنيين السودانيين وعضوية اللجنة القانونية لقوى الحرية والتغيير خلال فترة ثورة ديسمبر المجيدة منذ بدايتها في 2018م، وعلى فترات ، وأسست مع زميلاتها ورفيقاتها مبادرة محاميات بلا حدود وهي عضو مبادرة لا لقهر النساء، ومن مؤسسي “محامو الطوارئ”)، وأضاف التجمع في بيانه: (ونحن إذ ننعى الفقيدة “منال عوض خوجلي”، فإننا ننعى للشعب السوداني الساعي إلى الديمقراطيةِ والحرية والسلام والعدالة وتحقيق أهداف الثورة والانتقال الديمقراطي إحدى بناته البارات اللائي لم يَدخرن جهداً ولا وقتاً ولا مالاً ولا موقفاً لأجل الحق والحقيقة).
الحرية والتغيير: كنداكة جسورة
ووصفت قوى الحرية والتغيير الراحلة منال عوض خوجلي بالجسورة وتصديها للانتهاكات ضد حقوق الإنسان منذ بداية نظام الإنقاذ. وفي بيانٍ للجنة القانونية ذكرت: (كانت الفقيدة إحدى (الكنداكات) الجسورات من خلال مسيرتها في الدفاع عن الحقوق والحريات العامة والتصدي لجميع الانتهاكات ضد حقوق الإنسان في السودان منذ بداية نظام الثلاثين من يونيو 1989م البغيض الذي أعدم شقيقها الشهيد مصطفى عوض خوجلي مع رفاقه أعضاء حركة رمضان 1990م المجيدة، ونشطت الفقيدة من خلال تجمع أسر شهداء رمضان ومن خلال التحالف الديمقراطي للمحامين ومن ثم من خلال عضويتها بتجمع المهنيين السودانيين ومحامي الطوارئ واللجنة القانونية للحرية والتغيير فقدمت نموذجاً رائعاً للإيمان بقضايا العدالة).
كما نعى التحالف الديمقراطي للمحامين ومبادرة لا لقهر النساء ومحاميات بلا حدود ومجموعات حقوقية وأجسام مهنية ونقابية الراحلةِ في بيانات.
