تقارير

“وادي النعمان”.. منصة بث الوعي والسلام بمعسكر نيفاشا

دشنه شباب على الهواء الطلق لرفع الوعي المطلبي..وواجهوا النظام البائد والحركات بشمال دارفور

الفاشر- انتقال- احمد محمد
ما بعد انتصار ثورة ديسمبر المجيدة انطلق شباب الثورة في العمل الجاد من أجل تطوير ورفع البلاد من انتكاستها عقب سقوط نظام الحركة الإسلامية الذي أقعد البلاد لثلاثة عقود من الزمان بالتدمير الممنهج والتخريب المتعمد.
انخرط الشباب في كل بقاع البلاد في القرى والفرقان والمدن في تدشين المبادرات ومنظمات المجتمع المدني في عمليات الإصلاح والبناء القاعدي وإحياء الحراك الثقافي والمعرفي بكثير من المبادرات والأسماء وتدشين المنتديات والمكتبات العامة ومراكز الثقافة والوعي.
 سر التسمية
ما بعد اعتصام القيادة العامة دشن شباب وثوار معسكر نيفاشا للنازحين بولاية شمال دارفور “الفاشر”، منتدى ثقافياً دورياً داخل معسكر النازحين وسط عديد من التحديات والضغوط.
ومع عدم توفر إمكانيات في بيئة لا يجد فيها النازح مدرسة أو مستشفى حكومياً للعلاج، دعك من مقر للمعرفة و الوعي؛ لم يستكن شباب معسكر نيفاشا أو يتسلل الإحباط إلى نفوسهم؛ واختاروا إقامة منتدى المعرفة على الهواء الطلق برمال الوادي الذي يعبر “المعسكر” والمسمى وادي النعمان.
على تلك الرمال النظيفة والهواء الطلق تم تدشين فعاليات منتدى الفكر والمعرفة وتم اختيار مسمى الوادي على المنتدى ليصبح منتدى وادي النعمان.
البدايات
اعتمد مؤسسو المنتدى على الصوت الجهور و”الشير” الخاص من الثوار المهتمين بالشأن العام وبدأ المشوار. يقول الأستاذ محمد جمال الأسمر – أحد مؤسسي المنتدى – ل”انتقال” إنهم في العام 2019 بدأوا التجهيز، ويضيف: “كنا مهتمين بالتنوير خصوصا وأن البلاد تشهد تحولاً كبيراً نحو الانتقال وبالتأكيد سوف يحدث سلام في الإقليم وهو أحد أركان ثورة ديسمبر المجيدة: حرية سلام وعدالة”.
وبما أن النازحين بالمعسكر هم ضحايا تلك الحروب فبالتأكيد هم أصحاب مصلحة في التغيير ويجب نقاشهم وتوعيتهم.
ومن أهداف المنتدى، رفع وعي المطلبي والتثقيفي لسكان المعسكر حول القضايا المهمة للنازحين ولعموم السودانيين.
مخاطبات جماهيرية ووقفات
تدشين المنتدى سبقه الكثير من العمل الجماهيري والحركي فأعضاؤه هم في الأساس أفراد لجان مقاومة ومهتمون بالعمل العام بالأساس، فكانت هناك مخاطبات جماهيرية في الأسواق والمواقف وكانت مطلبية تعبر عن الحقوق والتوعية بالمطالب وتوعية النازحين  بحقوقهم، ويضيف جمال: “انتقلنا بعدها لتأسيس المنصة الثابتة التي تنقل وتعكس المطالب والحقوق وتعمل على رفع الوعي لديهم وعمليات التنوير” .
دعم و معارضة
“واجهنا من التأسيس فلول النظام البائد والدفاع الشعبي واللجان الشعبية كما واجهنا تحديات داخلية في التنظيم وقلة الأموال أو بالأصح عدم امتلاك المال للتسيير من تصاميم بوسترات لمعدات عمل وغيرها”، يقول الاسمر ثم يضيف: “كما واجهنا أيضاً معارضة من منسوبي حركات سلام جوبا داخل المعسكرين، ورفضوا قيام المنتدى وتأسيس نظام أساسي باعتبار أن المنتدى ربما يقف ضد مصالحهم أو توجهاتهم”.
ويضيف الأسمر: “عملنا على إنشاء مكتبة للمعسكر وجلب معينات في فترة الحكومة الانتقالية وخصوصا في فترة حكومة حمدوك وتكليف محمد حسن عربي بالولاية”، وزاد: “الآن لايوجد دعم حقيقي من أي جهة”.

منتدى وادي النعمان-وسائل التواصل الاجتماعي
مستقبل المنتدى
أكد محمد جمال أن المنتدى الآن في ترتيبات جديدة للانطلاق بشكل مختلف وتأسيسي بشكل أكثر معرفة وخبرة خصوصاً بعد أن زاد الجانب المعرفي والاهتمام الثقافي والوعي في المنطقة بضرورة وجود منصات ثقافية وأصبحت هنالك مجموعة من التحركات والعناوين مثل دخول قراءة من أجل التغيير وإقامة منتديات ونقاشات حول إصداراتها.
مازالت الإمكانيات شحيحة – يقول الأسمر – لكننا نعمل بجهد لتكوين نظام أساسي وهيكلة للمنتدى بحيث يصبح جسماً رسمياً يمكنه مخاطبة الجهات الرسمية والشروع في التأسيس.
كما أشار الأسمر إلى أنهم يعملون على تأسيس مكتبة المعسكر والمنصة الثقافية ودمج المشاريع في منصة واحدة تقدم الوعي والمعرفة لسكان معسكر نيفاشا للنازحين وتساهم بشكل حقيقي في عملية التنوير والتغيير نحو واقع افضل للجميع.
آثار ما بعد الحرب وإرهاصات السلام
يقول الناشط المجتمعي عبدالمتعال صابون ل”انتقال” إنه عمل بمعسكرات النازحين في فترات مختلفة وفي قضايا متنوعة قابل فيها الكثير من العمل والتحديات وتعرف على شباب لجان مقاومة نيفاشا ومثقفيها في إبان العمل من أجل بناء مركز صحي في المعسكر وقال إنه وجد شباباً مختلفاً ومهتماً جدا بالقضايا الاجتماعية والسياسية ولديهم تطلعات وأحلام كبرى لخدمة مجتمعاتهم.
وأضاف صابون:  “خلال تلك الفترة شهدت تدشين المنتدى وكنت حضور لحوالي أربع فعاليات أخرى تناولت قضايا مثل الهوية والتعايش السلمي وعملية السلام وغيرها من النقاشات المهمة والمفيدة التي يحتاجها المجتمع”.
الإدارة الأهلية والنساء
أشار صابون في حديثه لمنصة “انتقال” إلى أن المنتدى استقطب مجموعة مهمة وهي الإدارة الأهلية والنساء بحيث أن هاتين الشريحتين كانتا بعيدتين نوعا ما عن الحراك التوعوي والقضايا بفعل عوامل كثيرة ولكن هؤلاء الشباب استطاعوا الوصول للإدارة الأهلية وتنويرها بضرورة التثقيف وكذلك التعريف بقضايا المجتمعات وضرورة التواصل معها من القواعد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى