الخرطوم: انتقال – حوار: حسام عبد الوهاب
أكد المتحدث باسم تجمع المهنيين السودانيين علاء الدين نقد، أن التجمع حريص جداً على نجاح العملية السياسية في مرحلتها النهائية، من خلال مناقشة القضايا التفصيلية الخمس، عبر المؤتمرات التي بدأت بخارطة تجديد عملية تفكيك نظام الـ30 من يونيو واسترداد الأموال العامة ومحاربة الفساد، ومؤتمر قضايا السلام واستكمال تنفيذ اتفاق جوبا وبقية القضايا مثل الإصلاح الأمني والعسكري وقضية شرق السودان والعدالة والعدالة الانتقالية.
وقال نقد في حوارٍ أجرته معه “انتقال”، إن المرحلة النهائية من العملية السياسية تحتاج عملاً كبيراً والتعامل معها بعقلٍ مفتوح لتحقيق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة والانتقال الديمقراطي والتحول المدني على أساس مطالب الحركة الجماهيرية، وأضاف: “التفاوض لأجل تحقيق مطالب الثورة وعلى أساسها، هو الفيصل في تقييم العملية السياسية، وليس إطلاق الاتهامات واستهسال التخوين والتشكيك، وهو ما يعمل عليه تجمع المهنيين السودانيين مع شركائه في قوى الحرية والتغيير”، وأجاب علاء الدين نقد على أسئلة “انتقال” بصراحة كبيرة وبشكل مباشر.
ما هي الرؤية التي بنى عليها تجمع المهنيين السودانيين موقفه من العملية السياسية في مرحلة الاتفاق الإطاري والمرحلة النهائية الجارية حالياً؟
-ابتداءً، تجمع المهنيين السودانيين موقفه قائم على أنه فاعل رئيسي وحقيقي على الأرض ومع شركائه في قوى الحرية والتغيير، وبدأ ذلك منذ مشروع الدستور الانتقالي الذي أنتجته ورشة اللجنة التسييرية لنقابة المحامين السودانيين، حيث قدمنا رؤيتنا منذ لقاء قوى الحرية والتغيير مع مساعدة وزير الخارجية للشؤون الإفريقية مولي فوي، والسفير السعودي علي بن حسن جعفر في يونيو 2022، وانخرط التجمع في وضع تصور سياسي وإطار قانوني ودستوري يؤسس لأن تتحقق مطالب الثورة والانتقال الديمقراطي وتبني مطالب الحركة الجماهيرية، وفي ذلك جلسنا في نقاشات وحوارات مباشرة وغير مباشرة مع ممثلي الأجسام النقابية والمهنية والحرفية والأحزاب السياسية في قوى الحرية والتغيير ولجان المقاومة، وتلمسنا مواقف الجميع واستصحبنا ذلك في رؤيتنا الكلية التي قدمت ضمن الرؤية السياسية المفصلة للحرية والتغيير، وهو ما نعمل عليه حالياً، وأنتج الاتفاق الإطاري والمرحلة النهائية للعملية السياسية.
هل تريد القول إن تجمع المهنيين السودانيين ترجم مطالب ورؤى هذه الأطراف في رؤيته؟
نعم بالضبط، وأيضاً خضنا نقاشات مستمرة وموائمة هذه المطالب مع الحل السياسي والحراك الجماهيري وكيفية تكامل الأدوار، وعملنا مستمر بأي حال لتقريب وجهات النظر بين قوى الثورة جميعاً، لأن الهدف واحد، وأيضاً وضعنا التحفظات وتباين المواقف حول العملية السياسية في بالنا ومناقشة ذلك باستمرار لنضعها ضمن أجندتنا للاتفاق النهائي والدستور الانتقالي.
هل نفهم من ذلك أن تجمع المهنيين السودانيين يسعى لأن يشمل الاتفاق النهائي والدستور الانتقالي ما يتم طرحه من قبل المعارضين للاتفاق الإطاري؟
إذا فهمت سؤالكم بشكل جيد، أقول إن تجمع المهنيين السودانيين من خلال رؤيته ومواقفه يحمل مطالب الثورة والانتقال الديمقراطي وأهداف الحركة الجماهيرية، وبالتالي نعمل على أن تكون موجودة في الاتفاق النهائي والدستور الانتقالي، والعمل من خلال أروقة العملية السياسية على ترجمتها ووضعها كتوصيات أولاً ونقاط ومواد دستورية، وبالضرورة ذلك واجبنا وعملنا لأجل ضمان استرداد مسار الانتقال الديمقراطي، وخروج العسكريين من العملية السياسية تماماً، وتحقيق العدالة والسلام وتفكيك نظام 30 يونيو 1989م واسترداد الأموال العامة.
ما هي رؤية تجمع المهنيين السودانيين حول مؤتمر السلام واستكمال اتفاق سلام جوبا؟
رؤيتنا بأي حال تتوافق مع الرؤية المفصلة لقوى الحرية والتغيير، من حيث تقييم وتقويم الاتفاق ومراجعة ما تم تنفيذه وما لم يتم تنفيذه وفقاً للآليات الموضحة في الاتفاق، وأن يعبر عن أصحاب المصلحة في مناطق دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان والشرق والوسط والشمال، وأن تتاح لهم الفرصة مع الأطراف الموقعة لإبداء الرأي حوله والنقاش الشفاف والواضح وإعادة النظر في طريقة تنفيذه ووضع تصورات لتصبح واقعاً ملموساً في الاتفاق النهائي والدستور الانتقالي.
هناك أطراف موقعة على اتفاق سلام جوبا لديها تحفظات ومواقف بألا يتم المساس به أو مراجعته. ما تعليقكم على ذلك؟
اتفاق سلام جوبا هو استحقاق لأصحاب المصلحة والمعنيين بالاستفادة من مكتسباته في المناطق المشار إليها في بنوده، وبالتالي أخذ رأيهم وتحفظاتهم مهم للغاية لأنهم يمثلون كتلةً مهمة يستهدفها الاتفاق وتنفيذه وآليات ذلك، والحديث عن عدم المساس به مثلاً من أطراف موقعة لا أعتقد أنه موقف متشدد لأن حركات الكفاح المسلح حريصة على السلام الشامل والمستدام، وما لم تكن كذلك لما وقعت الاتفاق بالأساس، ولكن يجب في الوقت نفسه أن تعي أهمية إشراك أصحاب المصلحة، وأن تضع آراءهم وتحفظاتهم ومطالبهم في الاعتبار، وأن تسعى للالتزام بتوصياتهم وتضمينها في الاتفاق النهائي والدستور الانتقالي. وفيما يخص الحركات المسلحة الرافضة مثل العدل والمساواة، فمعروف مسبقاً موقفها السياسي من الانتقال الديمقراطي نفسه ومشاركتها في السلطة عقب انقلاب 25 أكتوبر، وموقفها الحالي من العملية السياسية، رغم أن الحرية والتغيير وضعتها ضمن أطراف العملية السياسية بحكم أنها موقعة على اتفاق جوبا. وعدم حضورهم لمؤتمر السلام أمر يجب أن يراجعوه ويراجعوا مواقفهم تجاه مؤتمرات قضايا الانتقال، ومراجعة موقفهم من الاتفاق الإطاري نفسه. هذا ضروري، على الأقل بالنسبة لمن يتحدثون باسمهم من أصحاب المصلحة المشار إليهم في الاتفاق.
أقام تجمع المهنيين السودانيين عدة ورش متعلقة بالقضايا التفصيلية في العملية السياسية منها ورشتان عن قضايا شرق السودان، وهي قضية من القضايا الخمس، ما هو موقفكم منها؟
موقفنا أن قضية الشرق لا تنفصل عن قضايا السودان بأي حال، ويجب أن يتم النقاش حولها بين جميع السودانيين المؤيدين للثورة والداعمين للانتقال الديمقراطي، لإيجاد ما يمكن التوافق عليه ويمثل خارطة طريق لوضع مسار لحلول نهائية على المدى القصير والطويل. نحن في تجمع المهنيين السودانيين أقمنا ورشتين وتمت دعوة جميع الأطراف الفاعلة في شرق السودان سواء قوى مدنية وسياسية ومجتمعية وحضر 120 مشاركاً ومشاركة، يمثلون هذه القوى والأطراف، وعدد قليل لم يلبِّ الدعوة، ولكن تم إطلاعهم على التوصيات النهائية. هذه التوصيات نفسها لم يضعها تجمع المهنيين السودانيين، ولكن تمت صياغتها وطرحها من المشاركين، وكنا مجرد منصة نعتبر أنفسنا محايدين لأجل أداء دور أكبر والمساهمة في خارطة طريق حقيقية لحل أزمة الإقليم.