ثقافي

جدل النقابة والسياسة مع نقيب الدراميين الرشيد أحمد عيسى

قال إن أفق النقابة أوسع من الصراع السياسي

الخرطوم – انتقال

يرى نقيب الدارميين الرشيد أحمد عيسى أن مهام النقابة، تتخطى السياسي اليومي إلى  عمل على مستقبل المهنة، يفتح الأفق لأبعد من الصراع السياسي، ويضيف أن الفنانين في تجمعاتهم المهنية عليهم محاربة الانحطاط السياسي ببذر الوعي، ليس السياسي فقط، بل الوعي بالحياة اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً، وعلى مختلف المستويات.

ويقول عيسى في حواره القصير مع “انتقال”، إنهم ضد الإرث الذي يجعل النقابة مطية للاتجاهات الأيديولوجية والأغراض الحزبية، فالنقابة هي لخدمة الحقوق وتطوير المهنة أولاً، فالفنان عمله الأساسي هو كشف القبح سواء كان سياسياً أو غير ذلك. ويضيف: “مؤكد أن 30 عاماً من استيلاء الإسلاميين على السلطة بأيديولوجيا واضحة المعالم هدفت إلى تغبيش وعي الإنسان السوداني والقضاء على كل منابع الوعي والقضاء على منابر الوعي، وهذا يعني أولاً الفنون وكل أشكال الثقافة الأخرى، وتم ذلك بمطاردة الفنانين وتشريدهم وتغريبهم عن الوطن، وكل ذلك كانت نتائجه وخيمة على الفنانين وحتى الذين بقوا في الوطن انزووا وتوقّفوا عن ممارسة فنهم لأن نظام الإنقاذ جفف مواعين الإنتاج”.

ويعتقد عيسى أن من مهام النقابة ما يتمثل في إعادة الحق المسلوب، وهو حق ظل نظام الإنقاذ يسلبه بتأخير استحاقاقات الفنانين العاملين في هيئة الإذاعة والتفلزيون، لسنوات طويلة.

وهكذا ظل المشروع الإسلاموي – يقول الرشيد – يعمل على تدمير بنية الفنون على مستوى الكادر البشري، وعلى مستوى البنيات التحتية مثل المسارح والتلفزيون والإذاعة، وكل المواعين التي يعمل عليها المبدع، ويؤكد أن أكبر مهام نقابتهم هو انتشال المهنة من ذلك الواقع الأليم.

ويضيف أن من أكبر الدلائل على تدمير الإسلاميين للمجال الدرامي زيادة ميزانيات البرامج السياسية في الإذاعة والتفزيون على حساب الأعمال الدرامية.

وحول نقابة الدراميين – التي تشكلت حديثاً – يقول إنها تعمل الآن في ظل وضع معقد جداً سياسياً واقتصادياً، لتعيد للدراميين الأمل في العودة إلى مزاولة نشاطهم.

يضيف الرشيد: “لأول مرة في تاريخ الدراميين تتكون النقابة عن طريق فرعيات الولايات، وعددها 14 فرعية، ولأول مرة يجمع جسم منتخب كل الدراميين في السودان، لكن لمسنا في الولايات ضعفاً في الكادر البشري الذي يحتاج إلى التدريب وإعادة التأهيل، وكذلك البنيات التحتية التي دمرت دماراً ممنهجاً، فقطاع الدراما لم يسلم مما حدث من دمار لكل القطاعات في السودان”.

“إن تاريخ الفنون على الدوام هو تمرد الإنسان على الانحطاط والانحطاط دائماً مرتبط بالسياسي”، يقول الرشيد بصراحة ويضيف: “وليس هذا الحديث نوعاً من السياسوفوبيا، لكن للأسف أن عدم وجود مشروع وطني سوداني أوصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن، وكانت الفنون على الدوام تحارب هذا الانحطاط وسلاحها الخيال، وطوال تاريخ السودان الحديث كان المسرح مقاوماً، ويستخدم جميع المناهج في توصيل رسالته للجمهور والمتفرج السوداني، لذلك أعتقد أن فن المسرح باعتقادي هو فن سياسي بامتياز، لأنه مرآة للمجتمع لذلك يرى المشهد بكلياته بما فيه السياسي”.

ويواصل: “إن واحدة من أكبر فضائحنا في الحياة السودانية هو السياسي السوداني نفسه، فالانسداد السياسي الحادث الآن أفضى إلى انهيار اقتصادي وازدياد في الفقر وتدهور في الخدمات الصحية والخدمات التعليمية، إن دورنا في النقابة هو إيقاف ذلك الانحطاط، ونحتاج لفعل ذلك إلى لملمة شمل الفنانين، للعمل على تماسك الوطن وإنسانه”.

ويقول الرشيد إن ما يجري الآن في السودان مؤامرة تشارك فيها كل دول الجوار التي ساهمت في تدويل القضية الوطنية بسبب ضعف الإرادة الوطنية وضعف السياسي السوداني وهشاشته، وأكد أن كل السياسيين ليس لديهم مشروع وطني إضافة إلى انعدام أي حدود للتنازل.

“المشهد الآن واضح أنه سيفضي كارثة كبرى فهذا الانسداد لا يمكن أن يستمر، ونحن كنقابة نعتقد أنه لم تعد هناك حدود فاصلة بين النقابة والسياسة، فالسياسي ينبغي أن ينصاع إلى رؤى الفنانين.. وينبغي أن يستمعوا إلينا”، يقول الرشيد خاتماً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى