الخرطوم – انتقال
اختتمت قوى ما يعرف بالكتلة الديمقراطية، وبمشاركة عناصر من النظام البائد، برفقة آخرين، ورشة القاهرة لبحث حلول للأزمة السودانية. وأصدر المشاركون ما سموه “وثيقة التوافق السياسي والوثيقة الوطنية الحاكمة للفترة الانتقالية” كما شكلوا “تنسيقية القوى الوطنية الديمقراطية”، كجسم جامع لكل الكتل والمكونات والشخصيات المشاركة في ورشة القاهرة “85 شخصاً”، لتعمل على التواصل مع كل الأطراف الداعمة للتحول الديمقراطي.
ورشة أم نزهة؟
قوى الحرية والتغيير، اعتبرت ان ورشة القاهرة “نزهة” قام بها داعمون للسلطة الانقلابية، في محاولة يائسة لقطع الطريق أمام العملية السياسية الجارية برعاية الآلية الرباعية، والآلية الثلاثية “يونيتامس، الاتحاد الإفريقي، وهيئة إيغاد”، والتي كان أبرز محطاتها التوقيع على الاتفاق الإطاري.
وقطع عضو المكتب التنفيذي لقوى الحرية والتغيير، طه عثمان إسحق، بأن دعوة مصر للحوار السوداني بالقاهرة، لا تمثل مبادرة بالمعنى المضبوط، وبأنهم رحبوا ببيان القاهرة الداعم للاتفاق الإطاري، وأبدوا رفضهم المشاركة في ورشة القاهرة، لأن الأحداث على الأرض تجاوزت محطة الحوار، بل وصلت إلى مرحلة الاتفاق الإطاري، كما كادت أن تصل للمحطة النهائية عقب تنظيم ورش ومؤتمرات قضايا الانتقال، وستعقد الورشة الثالثة منها الأحد المقبل، مؤكداً في حديثه لـ”انتقال” أن أي محاولات لإغراق الاتفاق بأطراف غير المتفق عليها ستقابل بالرفض، وأضاف: “الاتفاق الإطاري محدد القضايا ومعلوم الأطراف”.
والخميس، قطعت قوى الحرية والتغيير، بعدم لقاء الكتلة الديمقراطية، واعتبرت ما راج عن لقاء بين “الكتلتين” شائعات لا أساس لها من الصحة، وشددت على أنها لبت دعوة من الآلية الرباعية لاجتماع بين القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري والفريق أول عبد الفتاح البرهان والفريق أول محمد حمدان دقلو.
وقال عضو المكتب التنفيذي للحرية والتغيير ياسر سعيد عرمان، إن لقاء مجموعتهم، بالسادة جبريل ابراهيم ومني أركو مناوي وجعفر الميرغني، كان لقاء مع تنظيمات فقط، وليس كتلة.
وأضاف عرمان في تغريدة على حسابه بتويتر: “إذا ما تم لقاء بين الحرية والتغيير وحركة تحرير السودان، وحركة العدل والمساواة، وجعفر الميرغني فإن ذلك تم مع تنظيماتهم وليس مع الكتلة الديمقراطية”.
حديث عرمان يطابقه تماما تصريح عضو المكتب التنفيذي للحرية والتغيير، بابكر فيصل، رئيس المكتب التنفيذي للتجمع الاتحادي، الذي أكد في مؤتمر سابق للحرية والتغيير انعقد بدار التجمع الاتحادي بالخرطوم، أن الحرية والتغيير لا تعترف بما يسمى بالكتلة الديمقراطية، وتتعامل معها كجسم ضرار أنشئ للتشويش على تحالف قوى الحرية والتغيير، منوهاً إلى أن العملية السياسية ماضية قدماً إلى محطاتها النهائية، للوصول إلى دولة الحرية والعدالة والسلام.
أخطاء متكررة
أهمية مصر ومركزيتها بالنسبة للسودان، أكدها القيادي بالحزب الاتحادي الأصل مجموعة الحسن الميرغني، إبراهيم الميرغني، بقوله إن “مصر دولة مهمة للسودان، وقطاع واسع من السودانيين يحمل مشاعر إيجابية للقاهرة، لكن مصر تحتاج لوقفة طويلة جداً لمراجعة طريقة تعاملها مع السودان، هي تتعامل كأنما الوضع في السودان مماثل لواقع مصر، وهذا غير دقيق، فالدولة والمجتمع في مصر يختلفان عن وضعية الدولة والمجتمع في السودان”، لافتا إلى أن التاريخ أثبت أخطاء القاهرة في التعامل مع الخرطوم. وناشد إبراهيم الميرغني مصر الاتعاظ من الأخطاء والاستماع لصوت العقل، وأضاف: “عليها أن تعلم أن بالسودان جيلاً جديداً”.
تعطيل للإطاري
“المبادرة المصرية أتت متأخرة جداً”، يقول إبراهيم الميرغني في حواره مع الإعلامي شوقي عبد العظيم، لافتاً إلى أن الأزمة بدأت منذ 25 أكتوبر، والبلد تمضي لوضع “صعب جداً”، ونوه إلى أن العملية السياسية بدأت منذ أكثر من ست أشهر، ولا يعقل بعد وصولها إلى محطات مهمة بتفاهمات كبيرة، أن تظهر مبادرة في هذا التوقيت، وأضاف: “كأنما صممت هذه المبادرة المصرية لقطع الطريق أمام العملية السياسية، وهذا ما دعا أطرافاً كثيرة، بينها أطراف لا تحمل مواجد تاريخية تجاه مصر، ترفض وتقاطع هذه المبادرة”.
ووصف الميرغني المبادرة بأنها “قائمة على نظرة تقليدية كلاسيكية، لإنشاء كتلة موازية للكتلة الموقعة على الإطاري، وبالتالي إعطاء تصور بأن الجبهة المدنية غير موحدة، وهذا قد يعطي فرصة للجانب العسكري للتراجع عن الاتفاق الإطاري، وأعتقد أن هذا هو هدف ورشة القاهرة”، وزاد: “مصر تحتاج لحلفاء أكثر من حاجتها إلى تابعين”.