انتقال – حسام عبد الوهاب
استضافت دار نقابة الصحفيين السودانيين، ندوة الطريق إلى نقابة أطباء السودان، تحدث فيها أعضاء لجنة الانتخابات المركزية وطُرحت خلال الندوة عدة محاور للنقاش حول كيفية البناء النقابي للأطباء والهيئات الانتخابية التي اكتملت خلال الفترة الماضية وبدء تكوين اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان عبر الانتخابات والتصعيد من الكليات الانتخابية والتي ستنعقد جمعيتها العمومية في الأسبوع الأول من مارس الجاري.
شرعية النقابات من القواعد
عضو لجنة أطباء السودان المركزية وعضو لجنة الانتخابات حسام الأمين، أكد أن النقاش الذي تخوضه الأجسام المهنية الطبية يجب أن يخرج بنتائج تخدم قيام نقابة الأطباء وأن تتوحد الرؤى والأهداف التي تدعم قيامها من خلال وحدة هذه الأجسام حول الوصول إلى الهدف الرئيسي، وهو قيام اللجنة التمهيدية التي تقود لتكوين الجسم النقابي المنتخب، وأن النقابات تستمد شرعيتها من قواعدها، ولم يكن عدم إجازة قانون النقابات في عهد الحكومة الانتقالية المنقلب عليها، عائقاً أمام قيام النقابات ومن ضمنها نقابة الصحفيين السودانيين، وشدد على أن النقابات لا ينبغي أن تأتي بحمولات سياسية بل بمشاريع مهنية.
وأضاف: “لا توجد خلافات واختلاف كبيرة بين أجسام الحركة النقابية فيما يتعلق بالبناء النقابي من حيث طبيعة التكوين واختلاف وجهات النظر من حيث التقديرات، ولكن حتى هذه الخلافات هي صحية وتحتاج إدارتها بالشكل المُنتج”.
وأكد حسام الأمين أن منسوبي الأجهزة الأمنية والعسكرية الذين يعلمون في مهنة الطب لا يمكن أن يكونوا أعضاءً في النقابة بحكم قانون القوات المسلحة والشرطة مثلاً، مشيراً إلى أن عدد الأطباء حالياً يتجاوز 40 ألف طبيب وطبيبة وهناك تغييرات حصلت في القطاع الصحي والطبي بشكل كبير، فعدد أطباء الأسنان مثلاً يصل إلى أكثر من 5 آلاف طبيب كنموذج وبالتالي لا بد من أن يكون لديهم هيئة انتخابية وليس وحدة انتخابية صغيرة مثل السابق، وهي من التحديات التي تواجه بناء النقابة.
مضيفاً: “هاجر العديد من الأطباء خارج السودان بسبب التشريد الوظيفي والفصل التعسفي”، ذاكراً أن لجنة الانتخابات نجحت إلى حد كبير في إنجاز مهامها وبعد انتخابها من القواعد المشكلة للمكتب الموحد، وأن الهيئات النقابية المكونة للنقابة وصلت إلى 22 هيئة انتخابية تتكون من مجموع وحدات نقابية يتم التصعيد منها إلى الجمعية العمومية المركزية، ومن ثم انتخاب اللجنة التمهيدية التي ستكون مسقوفة بقيد زمني تمهيداً لقيام نقابة أطباء السودان.
وأضاف الأمين أن هناك نقاشاً حول تشكيل النقابة، هل تكون عمالية فئوية أو نقابة منشأة وبالضرورة هذه نقاشات القواعد التي تخلق الواقع النقابي المطلوب.
تكوين لجنة الانتخابات
وقالت د. أسماء السني عضو لجنة الانتخابات المركزية، إن إرث الحركة النقابية في السودان كبير ومعروف، وأضافت: “من خلال مسار بناء نقابة أطباء السودان نحن بصدد تكوين التحالف النقابي لقيام النقابة الأطباء وهو ما سيمسح للأطباء خاصة الشباب منهم بالعمل بحرية وبشكل جماعي واكتساب الخبرة والتمرس النقابي”.
وأكدت د. أسماء السني على أن العلاقات في الأجسام المهنية الطبية مبنية على الثقة والتوحد لأجل تكوين نقابة حرة ديمقراطية، تدافع عن قطاع الصحة والخدمات والمواطنيين، مشيرة إلى أن لجنة الانتخابات المركزية لنقابة أطباء السودان تكونت في 2021 وتم ترشيح عضويتها من أجسام المكتب الموحد وإضافة 6 أعضاء من النقابيين وشخصية قانونية.
وأضافت: “مهام اللجنة الالتزام بنقابة أطباء 1987م، ووضع اللائحة النقابية وإجراءات الانتخابات من سجلات وقوائم وترشيحات وملصقات والعمل بشفافية”، وأشارت إلى أنه تم تكوين 22 هيئة نقابية في السودان 5 منها في ولاية الخرطوم وتكوين 14 هيئة نقابية في الولايات وتعثر قيام ثلاث هيئات في كلٍ من ولايات النيل الأبيض وجنوب كردفان والشمالية.
توحد الأطباء
عضو لجنة أطباء الامتياز ولجنة الانتخابات مصطفى قاسم، أشاد بتجربة نقابة الصحفيين السودانيين والتفاف الحركة النقابية حولهم حتى بناء نقابتهم، وكذلك بدء العمل لبناء نقابة المهندسين السودانيين، وأضاف: “لجنة أطباء الامتياز ليست جزءاً من المكتب الموحد، ولكنها جزء من التحالف النقابي وما يواجه الأطباء من تحديات البناء هو التوحد والالتفاف حول اللجنة التمهيدية وتبني القضايا المطلبية وتحدي قيام الجمعية العمومية حسب المسار المرسوم وكيفية وحصر أطباء المهجر والخارج وأهمية أن يراعى توزيع الأطباء في دول مختلفة حول العالم ووضع ذلك في لوائح ودستور النقابة”.
وأشار مصطفى قاسم إلى أنهم يواجهون صداماً مع نظام ديكتاتوري وقوانين لا تعبر عن ديمقراطية الحركة النقابية وتنظيمها، وهذا النظام لا يريد قيام الأساس الديمقراطي من خلال النقابات.