الخرطوم – انتقال
يبدو أن تهديد محمد الأمين ترك رئيس ما يسمى المجلس الأعلى لنظارات البجا ومجموعته بإغلاق طريق الشرق – وهو إحدى الأدوات المهمة التي استخدمت في انقلاب 25 أكتوبر 2021 – لن يفلح هذه المرة في عرقلة مضي البلاد نحو التحول الديمقراطي، واقتراب التوقيع النهائي على الاتفاق السياسي، لا سيما مع إعلان ستة أجسام وتنظيمات معنية بقضية الشرق رفضها الحاسم لاستخدام إغلاق طريق الشرق “بفرية مصلحة إنسانه”، بحسب بيان تحالف قوى أحزاب مؤتمر البجا، وهو أحد الأجسام الرافضة للتهديدات التي أعلنها المجلس الأعلى لنظارات البجا بقيادة الناظر محمد الأمين ترك بإغلاق الطريق في الأول من أبريل رفضاً للاتفاق الإطاري والعملية السياسية.
وأعلنت ستة أجسام رفضها التام لخطوة ترك، في بيانات منفصلة، وهي: مؤتمر البجا (الكفاح المسلح)، تحالف قوى أحزاب مؤتمر البجا، تجمع عمال وموظفي هيئة البحرية، تيار الوسط للتغيير ولاية كسلا، حزب التواصل، المجلس الأعلى للإدارات الأهلية بشرق السودان.
وتعهد المجلس الأعلى للإدارات الأهلية بشرق السودان، بعدم السماح بتمرير أجندة سياسية تهدف لإغلاق شرق السودان والميناء، مشيراً إلى أن أي تحركات تستهدف إغلاقاً سيقفون لها بالمرصاد، ولن يسمحوا بصعود الأجندة السياسية لتقوية موقف جهة ضد أخرى.
وأعلن مؤتمر البجا (الكفاح المسلح) رفضه التام لتعطيل مصالح المواطنين علما بأن شعب شرق السودان لم يفوض أحدا بالتحدث باسمه، ودعا مؤتمر البجا إلى تفويت الفرصة على المتفلتين والتماسك أمام العواصف العابرة لوحدة السودان شعباً وأرضاً.
كما دعا إلى وحدة القرار السياسي والتمسك بمخرجات العملية الجارية والخروج من الانعزال بسبب ممارسات ما يسمى المجلس الأعلى لنظارات البجا وحرمان الشرق من التنمية والمشاركة السياسية.
وأكد تحالف قوى أحزاب مؤتمر البجا، في بيانه، دعمه الجاد للعملية السياسية الجارية الآن، وشدد على السعي للوصول مع القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري لصيغة توافقية بأسرع ما يمكن .
واعتبر ما يجري حالياً عملية سياسية يمكن أن تفضي إلى واقع جديد بمشاركة جميع أصحاب المصلحة في التغيير دون الركون إلى إرضاء أطراف بعينها.
وأعلن تجمع عمال وموظفي البحرية أنه لا مجال لإغلاق الميناء البتة وأن العمل سيظل متواصلاً وسيبذل المزيد من الجهد لمضاعفة الإنتاج، مشيراً في بيان ممهور بتوقيع الناطق الرسمي باسم التجمع عبد الرحيم آدم، إلى الضرر الكبير الذي لحق بالميناء جراء الإغلاق السابق والذي مازالت آثاره ظاهرة في حركة الميناء.
وطمأن التجمع غرف التوكيلات الملاحية ووكلاء التخليص والنقل والترحيلات بأنه لا إغلاق للميناء، وأنه لن يتوقف العمل وستظل حركة التشغيل مستمرة.
كما اعتبر تيار الوسط للتغيير بولاية كسلا، في بيان، المجموعة التي قال إنها “تريد أن تعيد الكرة مرة أخرى بإغلاق كوبري (القاش) وقطع الطرقات وتعطيل حركة الناس بفرية معارضة الاتفاق الإطاري، بأنها تنتمي إلى فلول النظام البائد، في ما يعرف باسم التنسيقية شرق السودان، وحملت كامل المسؤولية للجنة الأمنية عن ما ينتج من أي احتكاك أو اشتباك بين المواطنين”، ووصف “الصراع بالولاية بالمصطنع والذي بدأ بخطاب الكراهية والعنصرية وراح ضحية هذا الاقتتال نفر كريم من مواطني كسلا الأبرياء”.
ورفض حزب التواصل ما اعتبره “سلوكاً غير مسؤول ظل ينتهجه ما يسمى بالمجلس الأعلى والمتمثل في قطع الطرقات وتعطيل الحركة من وإلى شرق السودان والذي ألحق ضررا “بالغا” بمعاش وأمن المواطنين في كل أنحاء السودان خلال المرحلة الماضية، ويهدف الآن إلى قطع الطريق أمام التحول الديمقراطي والذي هو شرط لتحسين أوضاع البلاد المنهارة”.
وجدد الحزب تأكيده على أن شرق السودان لن يكون معبراً “لأجندة لا علاقة لها بأهل الإقليم وسيصطف كل أهله خلف أجندة السلام والدولة المدنية التي تفتح الباب للاستقرار والازدهار الاقتصادي”.