الاسلايد الرئيسيتقارير

أبوسامية .. الصندوق الأسود

المحامي والنقابي ..طه عثمان اسحق

انتقال
لَمع إسم المحامي طه عثمان إسحق مع بداية ثورة ديسمبر المجيدة ،حيث مَثل تجمع المهنيين السودانيين الفَصيل الذي قاد الثورة والمقاومة السلمية ضد نظام الإنقاذ والمؤتمر الوطني المحلول ، وكان حجر الزاوية في تأسيس قوى الحرية والتغيير ، مَثل طه عثمان اسحق التجمع في التفاوض مع العسكريين وهو التفاوض الذي انتهى إلى توقيع الوثيقة الدستورية القائمة على ركيزة تقاسم السلطة بين المدنيين والعسكريين .
خلال الأيام الماضية عقدت قوى الحرية والتغيير اجتماعاً لمكتبها التنفيذي وكوادرها القيادية في العاصمة المصرية – القاهرة – أبرز مخرجات الاجتماع خَلُصت إلى دعم جهود التحالف في عمل جبهوي مدني أوسع هو تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية ( تقدم) ومواصلة قوى الحرية والتغيير في جهودها السابقة في التواصل مع العسكريين ، والتي انطلقت مع الرصاصة الأولى سعياً لإيقاف الحرب ، وهي جهود بُنيت على نقاشاتٍ مستمرة ويومية منذ انتصار ثورة ديسمبر المجيدة في 11 أبريل 2019 ، واستمراراً لهذا المسار قامت قوى الحرية والتغيير بتسمية طه عثمان اسحق لعقد الاجتماع مع العسكريين .
حملة منظمة
بمجرد تسمية طه عثمان إسحق من قبل قوى الحرية والتغيير للتواصل مع العسكريين انتظمت حملةٌ إعلامية منظمةٌ وممنهجة من المجموعات الإعلامية التابعةِ لفلول النظام البائد والإسلاميين لنسف هذه الخطوة وضرب جهود إيقاف الحرب ، وانبنت الحملة على دعاوى مثل أن طه عثمان ليس الشخص المناسب لهذه المهمة لضعف قدراتهِ السياسية ،أخذت الحملة أشكالاً مختلفة مابين كتاباتٍ صحفية وتسجيلات صوتية والمشاركات في مجموعات التواصل الاجتماعي وبطبيعة الحال أثرت هذه الحملة على عددٍ كبير من الأصوات الوطنية الداعمة لإيقاف الحرب واستعادة المسار الديمقراطي والانتقال المدني ،والتي تبنت وجهة نظر فلول النظام البائد الساعين إلى ابعاد طه عثمان اسحق من مسار التفاوض لمعرفته بأدق تفاصيل العملية السياسية منذ اليوم الأول عقب الإطاحة بالبشير إضافة إلى مواقفه الصلبة المعروفة والتي لم تؤثر فيها علاقاتٌ اجتماعية مميزة ربطته مع الجنرالات خاصة البرهان وكباشي وياسر العطا إلى جانب قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي .
ولعل سؤالاً بديهياً يصعد هنا ، إذا كان طه عثمان اسحق مفاوض ضعيف مالذي تتمناه أكثر من ذلك ؟ ولكأن الفلول يطالبون بأن يحاورهم مفاوض قوي ينتزع منهم مالا يريدون إعطائه حتى بفوهة البندقية .
الصندوق الأسود
في حوارٍ سابق مع مذيع الجزيرة مباشر ( أحمد طه ) فتح طه عثمان صدره للإعلام وأعطى تفاصيل دقيقة للساعات التي سبقت اندلاع الحرب وعن تواصله مع البرهان وحميدتي وشمس الدين كباشي وماذا دار بينهم وماذا قال كل منهم، ونَفذ من خلال حديثه إلى إثبات أن الحرب اشعلها طرفٌ ثالث لأنه كان يتابع مع لجنة التواصل في قوى الحرية والتغيير بالتفصيل الجهود المبذولة لإحتواء التصعيد العسكري الذي كان متوقعاً أن يحدث يوم 15 أبريل الساعة العاشرة صباحاً وقبل البدء في تنفيذ خطة خفض التصعيد العسكري بساعتين انطلقت الرصاصة الأولى في المدينة الرياضية .
رغم ذلك لم تتوقف جهود قوى الحرية والتغيير في مواصلة احتواء الموقف وكان عبر لجنة التواصل واستمرت في محاولة تلافي التصعيد والتواصل مع الطرفين المتحاربين والمجتمع الإقليمي والدولي وساهمت بفاعليةٍ في انشاء منبر جدة لجمع المتحاربين حتى مع الإصرار على استبعادها كطرفٍ في الحوار إلا أنها كانت تضع نصب عينيها الهدف الأساسي وهو ” وقف إطلاق النار أولاً “.
من هو طه عثمان ؟
طه عثمان اسحق تخرج في كلية القانون جامعة النيلين بداية السنوات الأولى من الألفية الحالية ، أثناء دراسته كان ناشطاً في العمل الاجتماعي بروابط دارفور في العام 2003 ، وفقد والدته بسبب الحرب في مدينة ” كتم ” ولكن هذه الالآم لم تَقدهُ نحو خطابٍ متطرف ، إذ استمر في خطابٍ قومي يوحد السودانيين ويوقف الحرب .
والده هو عثمان اسحق عضو برلمان السودان الأول عن حزب الأمة وهو من أسرة شديدة الثراء واسعة النفوذ الاجتماعي والسياسي في منطقة كتم ولديها نسب ممتد مع أسرة السلطان علي دينار حيث أن والدة طه عثمان اسحق هي حفيدة مباشرة للسلطان علي دينار والذي صاهر عدد من قبائل السودان الشمالية لذلك كان طه عثمان كثيراً مايقول أن أبناء خؤولته يتمددون في جميع أعراق السودان من دارفور إلى قبائل الدناقلة والشايقية والجعليين .
مرارات متوالية
صبيحة انقلاب 25 أكتوبر 2021 لم يكن طه عثمان اسحق رهن الاعتقال ، لذلك تواصلت قيادة الدعم السريع معه وعندما حضر لمقابلة مندوبهم في اليوم التالي بمنطقة العمارات أطلقت قوى مسلحة – يُرجح – أنها الاستخبارات العسكرية النار على سيارته ظناً أنه متواجد بداخلها الأمر الذي أدى إلى مقتل إبن أخيه اللصيق به ومع ذلك تسامى طه على أحزانه ومضى مع الجميع في طريق البحث عن الحل السياسي الذي يُخرج البلاد من الاحتقان السياسي والأزمة الاقتصادية وتردي الأوضاع الأمنية التي خلفها انقلاب 25 أكتوبر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى