الاسلايد الرئيسيتقارير

أوضاع سيئة للصحفيين في حرب 15 أبريل ..الإسلاميون يسيطرون على الأجهزة الإعلامية الرسمية

انتقال : حسام عبدالوهاب

يعيش الصحفيون في السودان واقعاً انسانياً وظروفاً مهنيةً معقدةً للغاية بين فقدان وظائفهم وتعرضهم للإنتهاكاتِ أثناء أداء عملهم من طرفي النزاع – القوات المسلحة وقوات الدعم السريع – والمنع من أداء عملهم وتقييد حركتهم وتعرضهم للتوقيف أو الاعتقالات ، خاصةً في مناطق سيطرة القوات المسلحة خارج دائرة الاشتباكات المسلحة حيث اعتقل عددٌ من الصحفيين لتغطيتهم أوضاع النازحين والخدمات الصحية والأوضاع الاقتصادية ، حيث تعرض عددٌ من الصحفيين أبرزهم علي طارق العرش و سليمان مختار وشوقي عبدالعظيم كمثالٍ فقط لإعتقالاتٍ في مناطق سيطرة الجيش ، وتعرض مراسل قناة الغد محمد إبراهيم للتوقيف والاحتجاز في مناطق سيطرةِ قوات الدعم السريع بالخرطوم .
توقف المؤسسات الإعلامية
النزوح واللجوء وداخل البلاد لمئاتِ الصحفيين وتعرضهم للانتهاكات عند إبراز هوياتهم الصحفية حفاظاً على سلامتهم الشخصية أثر بشكلٍ كبير على قدرتهم على تقديم تغطياتٍ مهنيةٍ مستقلة تعكس الحقائق مجردةً دون انحيازٍ لطرف أو عكس وجهاتٍ نظر محددة ، وبسبب الحرب توقفت أكثر من 35 مؤسسةً إذاعية وتلفزيونية و 20 صحفيةً يومية ، ويقع معظمها داخل نطاق مناطق الاشتباكات المسلحة بالعاصمة الخرطوم .
واتجهت صحفٌ إلى الصدور إلكترونياً ويؤثر ضعف خدمات الانترنت وسوء شبكات الاتصال إلى عدم عملها بشكل جيد ، إضافة إلى صعوبات تواجه متلقي الخدمة الصحفية في تصفح المواقع نتيجة ذلك ، أدت كل هذه الظروف المتداخلة إلى دخول السودان في شبهِ إظلامٍ إعلامي وتلقي المعلومات والاخبار عبر منصاتِ التواصل الاجتماعي التابعةِ لطرفي النزاع والحرب ،علاوةً على اعتمادهم على مواقع التواصل الاجتماعي ، والتي ينشط فيها مؤيدون لكل طرفٍ إما ينشرون اخبار ومقاطع فيديو أو الظهور في بثٍ مباشر مايعرف شعبياً بـ ” اللايفات ” .
سيطرة الإسلاميين
و يرى مراقبون ومتخصصون في الإعلام أن الخطاب الإعلامي أصبح دائراً مابين وجهات نظر أطراف الحرب وبخاصة الإسلاميين ووفقاً لذلك نشطت مجموعاتٌ إعلامية تتبع لنظام المؤتمر الوطني المحلول في بث رسائل إعلامية بإستغلال أجهزة الدولة مثل وكالة سونا للإنباء والإذاعة السودانية وتلفزيون السودان وإذاعة بلادي ، لتغطيةِ خطاب الحرب وتنظيم حملاتٍ إعلامية منظمةٍ ضد القوى المدنية والسياسية وقوى ثورة ديسمبر الساعية إلى إيقاف الحرب واستعادة المسار الديمقراطي ، بالإضافة إلى إنشاء منصاتٍ على مواقع التواصل الاجتماعي وإطلاق قناةٍ فضائية تبث من مصر هي الزرقاء إضافةً إلى قناة طيبة واللتان تعبران بصورةٍ واضحة عن تنظيم الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني المحلول .
الإذاعة والتلفزيون القومي
تعمل الإذاعة السودانية – إذاعة أمدرمان- وتلفزيون السودان من مقرٍ مؤقت بمدينة بورتسودان ، إضافة إلى إذاعة بلادي والتي تم استردادها من جهاز المخابرات والأمن الوطني عقب ثورة ديسمبر المجيدة ، عادت للعمل مجدداً تحت إدارة جهاز المخابرات العامة ، وظلت هذه المؤسسات تعمل طيلة الفترة التي تلت 15 أبريل تحت إشراف القوات المسلحة ومنسوبي نظام المؤتمر الوطني المحلول الذين تمت اعادتهم عقب انقلاب 25 أكتوبر ، وبالتالي تقديم محتوى اعلامي موجه يتضمن لقاءاتٍ وبرامج وتقارير تعبر عن وجهات نظر الإسلاميين الداعية إلى استمرار الحرب والهجوم المستمر على القوى السياسية والمدنية الساعية إلى إيقاف الحرب واستعادة المسار الديمقراطي .
القنوات الإخبارية
توقف الصحف والمؤسسات الإذاعية والتلفزيونية في السودان ، جعل الاخبار تأتي للسودانيين عبر قنوات إخبارية خارجية ، بعضها اغلق مكاتبه في البلاد بسبب الحرب وصار الاعتماد على نقلها للحصول على أخبارٍ من مصادر مستقلة .
الصحفية حواء رحمة أوضحت لـ ” انتقال ” أن المؤسسات الإعلامية التي تعمل حالياً هي القنوات الإخبارية الخارجية وأيضاً بالضرورة تواجه العاملين فيها قيود ومشاكل أثناء الحركة وأداء العمل ، مضيفةً : المؤسسات الإعلامية توقفت بسبب الحرب وعدم تأمين الصحفيين أثناء أداء عملهم بخلاف فقدانهم وظائفهم جعل التغطيات المهنية والمستقلة غائبة تماماً إضافة إلى سوء أوضاع الصحفيين الاقتصادية ، وأشارت حواء رحمة إلى أن الصحفيين في مناطق الاشتباكات المسلحة يعيشون أوضاعاً سيئة فهم مابين توفير السلامة الشخصية والحفاظ على حياتهم وعدم مقدرتهم على القيام بأي دورٍ مهني لأنك ذلك سيعرضهم للخطر .
أوضاع الصحفيين
السكرتير الاجتماعي لنقابة الصحفيين السودانيين وليد النور أكد لـ ” انتقال ” أن الصحفيين والصحفيات السودانيين يعيشون أوضاعاً إنسانيةً سيئة للغاية في مناطق اللجوء والنزوح وبعضهم يقيم في دورٍ للإيواء ، وفقدان وظائفهم وعدم قدرتهم على أداء أعمالهم بسبب القيود المفروضة عليهم أثناء أدء عملهم ، وأضاف : فقد وسط الصحفي الصحفية سماهر عبدالشافع في دارفور وحليمة ادريس سالم بأمدرمان أثناء تغطيتها احداث الحرب ، مشيراً إلى إصدار نقابة الصحفيين السودانيين رصداً لأوضاع الصحفيين خلال الأشهر الماضية ومواصلة جهودها في رصد الانتهاكات وحصر الصحفيين ومتابعة أوضاعهم والمحاولات المستمرة لتقديم المساعدات اللازمة قدر الإمكان .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى