رأي

تعمر عمار.. وتسلم سلام

د. سامر عوض حسين

 

مدينة الخرطوم هي عاصمة جمهورية السودان وأكبر مدينة في البلاد من حيث السكان والنشاط الاقتصادي. تقع المدينة في تقاطع نهري النيل الأبيض والنيل الأزرق، مما يمنحها موقعاً استراتيجياً هاماً. تتميز الخرطوم بتنوعها الثقافي والاجتماعي، حيث يعيش فيها سكان من مختلف القبائل والأعراق والديانات. تجتمع التقاليد والثقافات المختلفة معًا لتشكل تنوعًا ثقافيًا مثيرًا ومثيرًا للاهتمام. توجد في الخرطوم العديد من المعالم السياحية مثل المتحف الوطني وثقافته الغنية. كما أن هنالك العديد من الأسواق مثل سوق الخرطوم الشهير، الذي يذخر بمنتجات الحرف اليدوية والمنتجات المحلية.

وأزدهرت الخرطوم أيضاً في فترة التركية وهي الفترة الزمنية التي حكم فيها الأتراك العثمانيين السودان، واستمرت هذه الفترة من عام 1820 عندما بدأ محمد علي باشا غزو السودان وانتهت بسقوط الخرطوم في عام 1885 على يد محمد أحمد المهدي. ففي الخرطوم شيد الأتراك المسجد الكبير الذي بدأ بناؤه عام 1902 وتم الانتهاء منه عام 1912 في عهد عباس حلمي باشا آخر ولاة الدولة العثمانية لمصر والسودان، وهو المسجد الذي انضم لقائمة الآثار العثمانية.

خلال فترة الاستعمار الإنجليزي، تعرضت مدينة الخرطوم في السودان لتحولات كبيرة. تم احتلال الخرطوم من قبل الجيش البريطاني في عام 1898 بقيادة الجنرال هربرت كيتشنر خلال الحملة البريطانية للسيطرة على السودان. بعد الاحتلال، أصبحت الخرطوم عاصمة السودان الذي أصبح تحت الحكم البريطاني. تم إدارة الخرطوم كمحطة عسكرية رئيسية وقاعدة للجيش البريطاني في المنطقة. وشهدت المدينة تطورًا حضريًا وبناءًا للبنية التحتية، حيث تم بناء طرق رئيسية ومباني حكومية ومستشفيات ومدارس. كما قامت قوات الاحتلال البريطانية بإنشاء العديد من المنشآت الاقتصادية والتجارية في الخرطوم، تماشيًا مع الأهداف الاستعمارية التجارية لتلك الحقبة.

بعد استقلال السودان عن الاستعمار البريطاني في عام 1956، استمرت الخرطوم في أن تكون عاصمة السودان ومركزًا اقتصاديًا وثقافيًا هامًا في المنطقة. تواصلت عمليات التطوير والبناء في المدينة على مر السنوات لتلبية احتياجات السكان المتزايدة وتعزيز البنية التحتية.

بعد هذه المقدمة البسيطة نشير إلى نبوءة الشيخ فرح ود تكتوك حلال المشبوك قبل ثلاثة قرون هي واحدة من النبوءات التي تثير الفضول والاهتمام في السودان. يعود تاريخ هذه النبوءة إلى قرون مضت، حيث يعتقد أنها صدرت من الشيخ فرح ود تكتوك، رجل دين سوداني عاش في ماضي بعيد. وفقاً للتقارير التاريخية، ورد ذكر هذه النبوءة في كتب سودانية قديمة، وتم تداولها عن طريق الأجيال والأجيال، ما جعلها جزءاً من التراث الشعبي السوداني.

تنبأ الشيخ فرح ود تكتوك في نبوءته بعدة أحداث مهمة. أشار إلى أن الخرطوم ستزدهر وتتطور، وأن مدينة سوبا ستصل إلى مستويات عالية من التقدم والنمو. ومع ذلك، توقع أيضًا أن تحدث تدميرات وتشتت في مناطق محددة، حيث ستنهار طوبة طوبة، وهي منطقة في الخرطوم، تمتاز ببناءها التقليدي. كما أوضح الشيخ فرح ود تكتوك أن المدينة ستجد نفسها في حالة من الاضطراب والتفكك.

وفي جملة أخرى، تنبأ الشيخ فرح ود تكتوك بأن الخرطوم ستعمر مجددًا، ويحل سلام على البلاد، وستصبح محطة للعرب والأجانب على حد سواء. يُعتقد أن هذه العبارة تعكس استعداد المدينة وتطورها لتكون مركزًا تجاريًا واقتصاديًا هامًا، مستقطبًا سكانًا من جميع الاختصاصات والثقافات.

ومع ذلك، يجب أن نتذكر أن هذه النبوءة تعتبر أحد التنبؤات التي صدرت قبل مئات السنين، ولا يمكننا أن نضع الكثير من الاعتماد عليها. إنها تعتبر جزءًا من التراث الشعبي والثقافة التي تحكي عن تطور البلاد وتلاحم شعب السودان. ومع ذلك، حدثت تغييرات جذرية في السودان خلال العقود الماضية، وتطور البلاد بشكل لا يمكن تصوره، ولذلك ينبغي علينا أن ننظر إلى هذه النبوءة بعين الاعتبار، ولكن مع الحفاظ على الحقائق التاريخية والاجتهاد العلمي.

في ظل اليأس الذي أصابنا نتيجة الحرب المستعرة نلجأ إلى مثل هذه النبوءات التي لا يعرف المرء هل يصدقها أم يكذبها.

لكن يبقى الأمل معقود بعودة الخرطوم إلى ما كانت عليه، على أقل تقدير وعودة الحياة في عاصمتنا المثلثة الى طبيعتها التي نعلم.

#السودان   #انتقال

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى