انتقال – د. سامر عوض حسين
مرت فترة الإسبوع على التعهدات التي قطعتها قمة الإيقاد، حيث أعلنت الهيئة الدولية للتنمية الحكومية لدول شرق ووسط أفريقيا (الإيقاد) إحياء مقترحها بعقد لقاء مباشر بين قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو. وجمع الفريقان المختصمان البرهان وحميدتي وجهاً لوجه، ومالبث الإسبوع الأول من التعهد أن ينقضي حتى دخلت قوات الدعم السريع إلى مدينة ود مدني في 18 ديسمبر 2023.
قبل أن نتباكى على سيطرة مكون عسكري واحد على بلاد السودان حيث تبقت خمس ولايات سودانية لم تطأها الحرب وهي ولايات: البحر الأحمر وكسلا والشمالية و القضارف وسنار من جملة 18 ولاية لم تدخلها الحرب. حسب إفادة الأستاذ جعفر حسن في لقاء حواري حول قضايا الثورة؛ ويمكننا التنبؤ بسيناريوهات ثلاث في الأيام القادمة؛ أولها التدخل الدولي في السودان تحت البند السابع من الميثاق الأممي. إذ يُعد البند السابع أحد مبادئ الميثاق الدولي ويتيح لمجلس الأمن التدخل في التهديدات للسلم والأمن الدوليين، وذلك بشكل قد يشمل العمليات العسكرية. قد يكون التدخل الدولي في السودان تحت البند السابع واقعًا إذا تقدمت دولة أو مجموعة من الدول بطلب لمجلس الأمن لاتخاذ إجراءات لوقف أو منع أعمال عنف أو انتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان في السودان. هذا النوع من التدخل يتطلب موافقة غالبية أعضاء مجلس الأمن، بما في ذلك أعضاء الدائمين الخمسة (الصين وروسيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا) وعدم استخدام حق النقض من قبل أي من الأعضاء الدائمين. ثانيا الوصول إلى تسوية سياسية واتفاق عبر منبر جدة. أما السيناريو الثالث يتمثل في سيطرة الدعم السريع على ولايات السودان جميعها.
أعتقد أن مشروع التسوية السياسية هو عملية هامة لإيقاف الحرب وتحقيق السلام. يتطلب الأمر نظرًا منظورًا أشملًا والتوصل إلى تسوية تفاوضية بين الأطراف المتصارعة. يجب أن يشمل هذا الحل جميع الأطراف المتصارعة والقوى المدنية عدا المؤتمر الوطني الذي يعتبر السبب المباشر في نشوب هذه الحرب. وقد تكون التسوية تعني تحقيق توازن القوى وتحقيق التفاهم والمصالحة بين الأطراف المعنية. يمكن أن يتضمن ذلك إقامة دولة ديمقراطية تضمن المشاركة السياسية والحقوق الإنسانية لجميع الأفراد بغض النظر عن انتمائهم الديني أو الثقافي. مشروع التسوية السياسية يتطلب جهودًا مشتركة من جميع الأطراف وتفاهمًا مشتركًا للوصول إلى حلول قابلة للتنفيذ والمساهمة في بناء مستقبل مستدام للجميع. إن تعزيز الحوار والتفاهم بين الأطراف المعنية يمكن أن يكون خطوة أساسية نحو تحقيق التسوية والسلام المنشود.
يجب ان نكون كمواطنين سودانيين ملتزمين بدعم وحماية السيادة الوطنية لبلادنا. إذ يعتبر الحفاظ على الأمن والاستقرار أمرًا هامًا، ونحن نؤمن بأهمية تعزيز الحوار والتفاهم المشترك لتحقيق ذلك. من خلال تعزيز التوعية وتعاوننا مع مختلف الجهات، يمكننا العمل جميعًا على تقليل استخدام العنف وتحقيق السلام والاستقرار في بلادنا حتى يعم السلام جميع أرجاء الوطن.