كسلا – انتقال
مكالمة هاتفية، قد تغير أوضاعاً ومواقف عديدة، و ربما تساهم في دفع عملية التفاوض الجدي بين الجيش السوداني والدعم السريع، جمعت قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان برئيس دولة الامارات محمد بن زايد، ظهيرة الخميس، بحثا فيها الملف السوداني، و رغم تباين صيغة إيراد الخبر بين وكالة أنباء الامارات و اعلام مجلس السيادة السوداني، إلا ان الجلي بأن المكالمة سيكون لها ما بعدها.
خبران مختلفان .. ما الحقيقة ؟
بادرت الامارات بنشر خبر مساء الخميس، كان مفاده “تلقى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة اتصالاً هاتفياً من الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي في جمهورية السودان الشقيقة… بحثا العلاقات بين البلدين الشقيقين وشعبيهما، إضافة إلى تطورات الأوضاع على الساحة السودانية وسبل دعم السودان للخروج من الأزمة التي يمر بها .و قالت ” وام” أن بن زايد أكد حرص دولة الإمارات على دعم جميع الحلول والمبادرات الرامية إلى وقف التصعيد وإنهاء الأزمة في السودان الشقيق بما يسهم في تعزيز استقراره وأمنه ويحقق تطلعات شعبه إلى التنمية والرخاء، مشدداً على ضرورة تغليب صوت الحكمة والحوار السلمي.
غير أن إعلام مجلس السيادة وبعد ليلة طويلة إشتعلت فيها مواقع التواصل الإجتماعي يالتساؤلات والتكهنات، أتى ليقول بأن البرهان هو من تلقى المهاتفة، و ذكر بأن البرهان أبلغ بن زايد بإتهام “السودانيين” للامارات بدعمها “للمتمردين”-في اشارة لقوات الدعم السريع- و دعم تدمير البلاد وقتل الشعب، وهو الأمر الذي يشير بصيغته الواردة في صفحة اعلام السيادة الى تناقض جوهري مع ما أوردته وكالة “وام” لتثور وسائل التواصل بتحليلات متعددة حول من كان أصدق في ايراد حقيقة الخبر.
مفاصلة أم تقسيم أدوار
يقول العضو بلجنة اعلام تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية ماهر ابو الجوخ “إن لغة المخاشنة واستمرار إظهار العداء والتوتر بين الأمارات وبورتسودان عزز الحقيقية التي باتت واضحة للعيان بأن تيار إستمرار الحرب الذي يقوده -الكيزان- المتحالف مع عسكريين وسياسيين وحركات مسلحة في طريقه لخوض مواجهة كسر عظام الظهر مع تيار ثاني مخالف لتوجهاتهم؛ ومن يعرف الكيزان – يقصد الحركة الإسلامية- يعلم يقيناً أنهم لن يستسلموا بسهولة ولا يوجد سقف توقعات لخرابهم، فمثلما أشعلوا الحرب مع سبق الإصرار والترصد دون الاكتراث لمصير السودان وشعبه فإن سيناريوهاتهم تجاه كل ما يحقق مصالحهم تظل مفتوحة بغض النظر عن مقدار أضرارها بما لا يخطر على عقل بشر.
ويرى ابو الجوخ بأنه يجب عدم إستبعاد سيناريو آخر، و هو إمكانية قيام العطا – مساعد القائد العام للجيش الفريق ياسر العطا – بتصدر المشهد المتطرف في الحرب في إطار تقسيم الأدوار تكراراً لذات ما فعله إبان الانتقال بمظهره الحريص على الثورة وقواها والانتقال المدني الديمقراطي، في ذات الوقت الذي كان يفتت قوى الثورة ويصنع مجموعات تابعة له عبر الأذرع الأمنية ويخرب بها الفضاء المدني – حسب ابو الجوخ-.
و يضيف “تكرار هذا الأمر من العطا في حالة سيناريو تقسيم الأدوار هو أمر وارد الحدوث لكن في حال صدق هذا الافتراض من عدمه لن يؤثر أو يمنع حدوث الانفجار والمفاصلة التي تدنو وتقترب وسط مجموعة بورتسودان بين التيار الراغب في هدنة أو وقف الحرب والمجموعة المصرة على إستمرارها حتى النهاية، ولذلك فإن موقف العطا الحقيقي بالتحالف مع الإسلاميين أو حتى تقسيم الأدوار ستكون نتيجته عند حدوث الصدام هو ظهور وتبيان موقفه الحقيقي وموطئ قدمه الذي سيختاره مع أي من الطرفين”.
فك الإرتباط بالحركة الإسلامية
الناطق الرسمي باسم الجبهة الثورية وعضو قيادي تنسيقية تقدم أسامة سعيد، قال بأن إتصال قائد الجيش برئيس دولة الإمارات سمو الشيخ محمد بن زايد خطوة مهمة تحظى بكل الدعم والترحيب منا، إلا أنها تتطلب اتباع ثلاث خطوات أخرى، أولها فك الارتباط بالحركة الإسلامية وتطهير الجيش من عناصرها، اضافة الى الثبات على هذا النهج وعدم الرجوع عنه، وثالثها الدخول في المفاوضات المباشرة مع الدعم السريع بنية الوصول إلى اتفاق.
البرهان بين الشكوك و الاتهامات
شكوك عديدة تحيط بمواقف البرهان، ما بين قائل بأنه يريد فعلاً وقف الحرب، بينما آخرين يرون أنه أم يناور ليكسب بعض الوقت ، غير أن ابو الجوخ يعتقد أنه ” أياً كان موقفه الحقيقي فإن القوى المدنية والسياسية والمجتمعية المنادية بوقف الحرب ليس أمامها من خيار سوى مساندة ودعم كل فعل أو قول يجنح نحو السلم وإنهاء الحرب”.
#انتقال #intigal