كسلا – انتقال
إنطلقت، و بشكل رسمي بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا، جولة مشاورات جديدة، بين الاتحاد الإفريقي والايقاد مع قوى سياسية سودانية رئيسية، أبرزها تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، رفقة الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، حركة/جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور، الحزب الاتحادي الديمقراطي “الأصل” بقيادة السيد محمد الحسن الميرغني، حزب البعث العربي الاشتراكي “الأصل” بقيادة السنهوري، و حزب المؤتمر الشعبي.
المشاورات الجديدة تعد اختراقاً كبيرا للمشهد السياسي السوداني، بحجم وثقل المشاركين فيها، وتجمعهم في منضدة واحدة وهو ما لم يحدث منذ وقت طويل، مستهدفين الوصول لحوار سوداني سياسي يسهم في إنهاء الحرب وبناء سلام مستدام في بلاد مزقتها الحرب، عبر مخاطبة القضايا الرئيسية التي جعلت السودان أسيراً للحروب وعدم الاستقرار السياسي والفقر، حتى اندلعت حرب ١٥ أبريل التي مثلت قمة الأزمة السودانية، والتي يدفع الشعب السوداني كل يوم ثمناً باهظاً جراء استمرارها، حاصدة الأخضر واليابس ومخلفة أوضاع انسانية كارثية.
و في 15 ابريل اندلعت حرب مدمرة في السودان، بين الجيش وقوات الدعم السريع، تسببت في مقتل عشرات الآلاف و تشريد ملايين المدنيين، و تحطيم البنية التحتية للبلاد، فضلاً عن تسببها في انهيار شبه كامل للإقتصاد، و أدت الى ما وصفته منظمات أممية بالكارثة الإنسانية الأكبر في الكوكب.
وقبل أقل من إسبوعين، أعلنت لجنة خبراء متخصصة في الأمن الغذائي، في تقرير، عن وجود “مجاعة تامة” في معسكر زمزم باقليم دارفور.
وتعد هذه هي المرة الثالثة فقط التي يتم فيها إعلان المجاعة منذ إنشاء المعيار المعترف به دوليا، قبل عشرين عاما، والمعروف باسم “التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي”.
بين جدة وجنيف و أديس..حراك مكثف
الحراك السياسي والدبلوماسي مستمر بكثافة، وبالتزامن مع اجتماع أديس ابابا، تنعقد في عروس البحر الأحمر مدينة جدة السعودية اجتماعات أخرى، بذات الغرض، قال عنها المبعوث الاميركي الخاص توم بيرييلو في تغريدة على “X” مساء الجمعة ” بينما تستعد الولايات المتحدة لمحادثات عاجلة لوقف إطلاق النار في السودان الأسبوع المقبل، نعقد اجتماعات نهائية في جدة تستضيفها الحكومة السعودية لإنهاء شهور من المشاورات مع أطراف النزاع والشركاء الإقليميين والخبراء الفنيين، والأهم من ذلك، عشرات الأشخاص الآلاف من السودانيين الذين تواصلوا مطالبين بإنهاء هذه الحرب والمجاعة”.
تصميم العملية السياسية
بدوره قطع الأمين العام لتنسيقية “تقدم” الصديق الصادق المهدي، بأن الهدف الأساسي من اجتماع أديس هو الإتفاق على تصميم العملية السياسية ، وهذا يشمل التوافق على أطرافها وكذلك الإتفاق على القضايا العاجلة ، وأهمها إيصال المساعدات الإنسانية ووقف العدائيات وحماية المدنيين. بالإضافة إلى ذلك ، سيتم الإتفاق على قضايا العملية السياسية ، مع الربط بمسار وقف العدائيات الذي بدأ في جدة ، و اضاف في تصريح صحفي مساء الجمعة ” نتمنى أن يتم الإتفاق عليه في الإجتماع الذي ستدعو له الولايات المتحدة الأمريكية لطرفي الحرب في سويسرا في 14 أغسطس الجاري”.
و أثنى المهدي على النهج التشاوري الذي اتبعه كل من الاتحاد الإفريقي والإيغاد لتنظيم هذا الإجتماع، والذي تنبع أهميته من تمكين السودانيين من امتلاك العملية السياسية وإدارتها.
ولفت الى أن الإجتماع يسعى كذلك للإتفاق على مسار الإنتقال المدني الذي سيتم التوافق عليه في العملية السياسية بمشاركة طرفي الحرب، وتشمل أجندة الإجتماع أيضاً السعي لتوحيد المنابر أو على الأقل التنسيق مع المنابر المهمة الفاعلة، مثل منبر جدة الذي يضم الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية، ومنبر المنامة الذي يضم جمهورية مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة ، إلى جانب الأمم المتحدة التي بادرت مشكورةً بجمع ممثلي الطرفين للإتفاق على تسهيل العمليات الإنسانية وحماية المدنيين.
ترتيبات جدية لحماية المدنيين
ويقول عضو الهيئة القيادية لتنسيقية “تقدم” خالد عمر يوسف أن هذه المشاورات تأتي في وقت يتطلع فيه أهل السودان لمفاوضات جنيف التي نأمل أن تكلل بوقف للعدائيات وفتح لمسارات العون الانساني وترتيبات جدية لحماية المدنيين، مع ضمان آليات الرقابة اللازمة لذلك.
و أضاف يوسف في تدوينة على صفحته الرسمية في فيسبوك ” بلادنا تستحق السلام، فلنتوجه نحوه بقلوب وعقول مفتوحة، ولننبذ أصوات الحرب والكراهية التي لن تورث بلادنا سوى الدمار”.
#انتقال #intigal