الاسلايد الرئيسيتقارير

انضمام كيكل للقوات المسلحة.. ” انتقال ” تكشف تفاصيل جديدة

محللون وباحثون: منهج إدارة الحرب يقود للانفصال.. وموازين المعركة قد تتغير

انتقال: حسام الدين عبدالوهاب
تسبب انضمام قائد قوات الدعم السريع أبو عاقلة كيكل للقوات المسلحة وانشقاقهِ ، إلى تفجر الأوضاع في ولاية الجزيرة خاصةً في مناطق شرق الولاية ، ودارت معارك عنيفة بين طرفي الحرب في السودان نتيجة ذلك ، انضمام كيكل المفاجئ للرأي العام في السودان ومحاولاتهِ قيادة معارك عكسية في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع دفع ثمنه المدنيون في مدن رفاعة وتمبول على وجه التحديد ، على الرغم من المسؤولية الأخلاقية والقانونية لجميع الانتهاكات الجسيمة تجاه المدنيين التي يتحملها إلا أن خطوة تحالفهِ مع القوات المسلحة وحصولهِ على مكاسب شخصية وعسكرية وسياسية وجدت ترحيباً من داعمي الحرب المصطفين مع القوات المسلحة في مفارقةٍ حول الموقف من الحرب وانتهاكاتها واصطفافها ، بينما وتم وصفه بالخائن من قبل مناصري قوات الدعم السريع .
بداية كيكل
قوات درع السودان التي يقودها أبو عاقلة كيكل تشكلت في 2022 بدعمٍ وسندٍ من الاستخبارات العسكرية كذراعٍ مسلح لما يعرف بمنبر البطانة الحر والذي انشق لاحقاً بسبب تبني عضويتهِ من الإسلاميين مواقف ضد ثورة ديسمبر المجيدة والحكومة الانتقالية وتشكل منبر البطانة الحر كرد فعلٍ لاتفاقية جوبا لسلام السودان وتبنى المنبر خطاباً سياسياً قائماً على الجهوية والإثنية السياسية مثل حال جميع الحركات المسلحة التي نشأت في السودان نتيجة ظروف ومعطيات سياسية واجتماعية اسهم فيها نظام الإنقاذ بإشعالهِ للحروب والنزاعات والانقسامات الأهلية في السودان طِوال 35 سنة مضت .
تسارع الأحداث
وفقاً لمصادر صحفية وحقوقية فقد شنت قوات الدعم السريع هجماتٍ على مناطق ولاية شرق الجزيرة ونتيجة ذلك سقط عشرات الضحايا ومئات الجرحى ونزوح آلاف المدنيين بعد دخول القوات المسلحة ثم انسحابها في إطار عمليات الملاحقة التي قامت بها قوات الدعم السريع لإلقاء القبض واعتقال كيكل ، وأدت المعارك في 22 أكتوبر الجاري إلى مقتل العميد أحمد شاع الدين قائد عمليات منطقة شرق الجزيرة وحامية ” الرُوا ” التي تقع في البطانة ، وأحمد شاع الدين هو ممثل القوات المسلحة الذي أكمل الاتفاق مع أبو عاقلة كيكل وقادا سويا الاشتباكات المسلحة ضد قوات الدعم السريع في سهل البطانة في محلية أم القرى قبل أن يلقى حتفه في المعارك ، والتي نجا منها كيكل وتم اتهامه من قبل غرف الاستخبارات العسكرية الإعلامية ومنسوبي حزب المؤتمر الوطني المحلول أنه تسبب في مصرع العميد أحمد شاع الدين والخسائر في صفوف القوات المسلحة ومليشيا البراء بن مالك والقوات المشتركة التابعة للحركات المسلحة بقيادة جبريل إبراهيم ومني أركو مناوي ومليشيات المقاومة الشعبية والمستنفرين .
ترحيب.. وهجوم
وكانت القوات المسلحة أصدرت بياناً رحبت فيه بإنضمام كيكل للقتال إلى جانبها وأشارت أنها خطوة في طريق تحقيق الانتصار على قوات الدعم السريع حسب بيانها في 20 أكتوبر الجاري ، بينما أصدرت قوات الدعم السريع بياناً وصفت فيه كيكل بالخائن وأنها ظلت تتابعه منذ فترةٍ طويلة وتم نزع صلاحياتهِ وتحديد نطاقها ، وذكرت مصادر عسكريةٍ لـ ” انتقال ” أن التواصل مع أبو عاقلة كيكل بدأ قبل نحو ثلاثةِ أشهر عبر أسرتهِ ومعارفهِ المقربين بالإضافة إلى أبناء منطقة شرق الجزيرة والبطانة بالقوات المسلحة والمقاومة الشعبية ومليشيا البراء بن مالك ، إضافةٍ إلى قياداتٍ قبلية من المنطقة معروفة بانتمائها لحزب المؤتمر الوطني المحلول والحركة الإسلامية .
الكباشي: منهج إدارة الحرب يقود للانفصال
الباحث السياسي الكباشي أحمد عبدالوهاب قال لـ ” انتقال “: تأسست مليشيا درع السودان بقيادة أبو عاقلة كيكل في أواخر أغسطس من العام 2022م، بواسطة الاستخبارات العسكرية بغرض محاربة التحول المدني الديمقراطي وتعقيد الترتيبات الأمنية الواردة في اتفاق جوبا للسلام الذي وقع في اكتوبر من العام 2020م، وذلك باعتراف الفريق فتح الرحمن محي الدين حينما صرح بذلك لإذاعة محلية أواخر العام 2022م، ثم أعاد ذات التصريح بصياغة جديدة لكنها تفيد نفس المعنى في لقاء مع قناة الجزيرة قبل مدةٍ في بداية حرب 15 أبريل ، ذاكراً : وبدون الخوض في مسألة قيمة أبو عاقلة كيكل العسكرية والسياسية وإمكانياته في التخطيط العسكري وعدد أفراد القوة التي تتبع له وتسليحها وأثرها في قلب موازين المعركة لهذا الطرف أو ذاك، فإن المنهجية المتبعة في خلق المشكلات ومن ثم إيجاد الحلول لها هي ذات المنهجية التي رفضت اتفاق السلام مع الحركة الشعبية لتحرير السودان الموقع في كوكا دام عام 1986م، واتفاق أديس ابابا لعام 1988م الذي تلاه اتفاق القصر في أبريل 1989م، والذي تم فيه الاتفاق على وحدة السودان شمالا وجنوباً ، وأوضح الكباشي لـ ” انتقال ” : المنهج الذي تدار به البلاد والحرب هو منهج مجرب خطله، وأقل نتائجه الإستراتيجية خطرا هو انقسام البلاد لنصفين جديدين، وربما أكثر من ذلك، ناهيك عن أزمات اللجوء والنزوح والتهجير القسري والإبادة الجماعية والمجاعة ومستوى هذه الأزمات التي لم يشهد التاريخ الحديث نظيرا لها. نخلص إذن إلى أن انضمام زيد أو عبيد إلى هذا الطرف أو ذاك، هو أمر ليس بذي وزن في هذه الحرب، ولا شيء فيها يبعث على الفرح إلا إيقافها تماما والنزوع إلى السلام واستعادة مسار التحول المدني الديمقراطي وانهاء ظاهرة تعدد الجيوش سلما عبر العمليات المتعارف عليها عالميا من خلال التجارب الإنسانية السابقة والقوانين والأعراف الدولية والوطنية، ومن ثم خروج المؤسسات الأمنية والعسكرية التام من العملية السياسية وامتناعها عن التدخل في التجارة والاقتصاد وكل شؤون الحكم والإدارة، فيما عدا المهام الموكلة بموجب الدستور.
كيف انضم كيكل للقوات المسلحة؟
قصة انضمام كيكل إلى القوات المسلحة لديها خفايا أخرى تكشفها ” انتقال ” ووفق مصادر عسكريةٍ وسياسية لعب دوراً فيها عددٌ من منسوبي منبر البطانة الحر المنتمين لحزب المؤتمر الوطني المحلول والحركة الإسلامية ويقاتلون حالياً في صفوف مليشيا البراء بن مالك و المقاومة الشعبية ، وكان جزء من هذا التواصل كل من يوسف عمارة أبو سن و عمر علي عمر – المعروف بـ عمر الشاعر – ، في بداية 2020 انضم أبو كيكل لما يعرف بـ ” منبر البطانة الحر ” ، كان هذا المنبر رد فعلٍ على اتفاقية جوبا لسلام السودان ورغم أن المنبر ضم فاعلين من مكوناتٍ سياسية ومجتمعية مختلفة ألا أنه انشق لاحقاً في 2021 وسيطر الإسلاميون على الجناح المنشق بسبب خطابهم الإعلامي والسياسي الذي تبنى الوقوف ضد الانتقال الديمقراطي والحكومة الانتقالية والانقلاب عليها والتحالف المباشر مع المؤتمر الوطني المحلول وقاد هذا التيار والتوجه كل من يوسف عمارة أبوسن والذي كان أحد منسوبي حزب المؤتمر الوطني المحلول ثم انضم لحركة الإصلاح الآن بقيادة غازي صلاح الدين في 2013 قبل أن يتركهم لفترةٍ ثم يعود مجدداً للعمل السري مع المؤتمر الوطني المحلول والاستخبارات العسكرية وفي نهاية 2019 انضم لما يسمى حزب بناة السودان بقيادةِ عضو مجلس سيادة انقلاب 25 أكتوبر أبو القاسم برطم وبعدها انشق عنهم للعمل في منبر البطانة الحر والعمل مع الاستخبارات العسكرية وحزب المؤتمر الوطني المحلول والعودة إلى مليشياتِ الإسلاميين وبينها البراء بن مالك ويعرف يوسف عمار أبو سن أنه كان أحد أفراد هذه المليشيات الإسلامية خلال فترة عضويتهِ بحركة الطلاب الإسلاميين ، وبعد الحرب انخرط في الغرف الإعلامية عبر منصة ” المرصد السوداني ” التابعةِ للاستخبارات العسكرية وهو أحد الفاعلين في مليشيا البراء بن مالك والمقاومة الشعبية بولاية سنار والجزيرة والتي يقودها صديقه ” عمار حسن عمار ” .

عمر الشاعر هو أحد قيادات حركة الطلاب الإسلاميين الوطنيين في جامعة البحر الأحمر قبل 15 سنة مضت انضم في 2020 إلى منبر البطانة الحر وكان فاعلاً مع يوسف عمارة أبو سن بحكم الانتماء السياسي والفكري والاجتماعي أيضاً وهو حالياً أحد الفاعلين ضمن مليشيات البراء بن مالك والمقاومة الشعبية ونشر على صفحته بفيسبوك منشوراً رحب فيه بانضمام كيكل للقوات المسلحة ليؤكد حقيقة تواصله معه، لكن ما لعلاقة بينهم وانضمام كيكل للقوات المسلحة وتغيير مواقفه؟

منبر البطانة الحر
العلاقة المباشرة هي أن تأسست المجموعة المسلحة المسماة “قوات درع السودان” في 2022 تحت غطاءٍ من جسم منبر البطانة الحر، وهو جسم يعرف نفسه بأنه مطلبي وشارك بعض منسوبيه مع المجلس الأعلى لنظارات البجا في سبتمبر – أكتوبر 2021م، في إغلاق الطريق القومي بشرق السودان وميناء بورتسودان والمشاركة في اعتصام القصر الجمهوري تحت رعاية من قائد الجيش وقائد قوات الدعم السريع الذي مهد للانقلاب على الحكومة الانتقالية ، ويضم منبر البطانة الحر في عضويته أسماء معروفة بارتباطها بالنظام المخلوع والإسلاميين المتطرفين والمنتسبين إلى الحركة الإسلامية. تشكلت مجموعة “درع السودان” تحت رئاسة “أبوعاقلة كيكل”، الذي منح نفسه مباشرة رتبة فريق أول ونشطت هذه المجموعات المسلحة في كلٍ من ولايات القضارف والجزيرة في محليات البطانة ورفاعة قبل حرب 15 أبريل ووجدت رفضاً شعبياً من المكونات السياسية والمجتمعية الساعية إلى الانتقال الديمقراطي، وسبق أن أعلنت عن حشد جماهيري في مدينة رفاعة في 2022 ووجدت رفضاً من سكان المنطقة ولجان المقاومة، والقوى المدنية، والسياسية، والمجتمعية.
دعم الإسلاميين
وفرت مجموعات الإسلاميين عبر قناة طيبة المملوكةِ لرجل الدين المتطرف عبدالحي يوسف ومنصة ” المرصد السوداني ” التي يقف على إدارتها يوسف عمارة أبو سن وعمار حسن عمار القيادين بمليشيات البراء بن مالك والمقاومة الشعبية السند الإعلامي والسياسي لما تسمى قوات درع السودان التي كان يقودها أبو عاقلة كيكل طيلة الفترة التي انقلاب 25 أكتوبر ، ومع اندلاع حرب 15 أبريل وتحديداً مطلع مايو 2023 أعلن كيكل انضمامه لقوات الدعم السريع وقتالهِ إلى جانبها ما شكل مفاجأة في سياق الحرب ، سيما وأن قوات درع السودان تم تشكيلها و تأسيسها من قبل الاستخبارات العسكرية التابعة للقوات المسلحة .
تحولات كيكل
طِوال فترة مسارات الاتفاق السياسي الاطاري منذ ديسمبر 2022 تبنت قوات درع السودان خطاباً متماهياً مع القوات المسلحة في إطار ففي يناير 2023 قام كيكل بتنظيم عدةِ فعالياتٍ جماهيرية أكد فيها دعمه لقائد القوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح البرهان وصرح في 17 يناير 2023 لصحيفة الحراك السياسي قائلاً أنه لا يؤمن بأي قوات غير القوات المسلحة وأنهم لن يضعوا السلاح إلا بدمج قوات الدعم السريع وهو ذات الخطاب الذي كان يصدر عن قيادات القوات المسلحة في إطار الخلافات المكتومة بين البرهان وحميدتي والتي أدت إلى حرب 15 أبريل .
ولكن قبل يومٍ واحد من اندلاع حرب 15 أبريل ، تحديداً في 14 أبريل 2023 صرح كيكل في لقاء جماهيري دعمه للاتفاق السياسي الاطاري وتبنيه لبنودهِ وتكوين جيش مهني واحد وحكومةٍ مدنية ودعم قضايا الهامش كما قال في خطابهِ الشهير وهو كان بداية اعلانهِ الانضمام بصورةٍ غير مباشرةٍ لقوات الدعم السريع وانضم في مايو من ذات العام إليها ، هذا التحول كان مربكاً للقوات المسلحة وتزامن معه انضمام قوات الجبهة الثالثة تمازج للدعم السريع وجميعها تشكيلات عسكرية أشرفت الاستخبارات العسكرية على تكوينها طِوال الفترة الانتقالية لزعزعتها ثم الانقلاب عليها ، عند انضمام كيكل لقوات الدعم السريع تم منحه رتبة لواء وهو خلافاً لرتبتهِ التي أعلن بها قيادته لدرع السودان والتي كانت فريق أول .

أبو جوخ: انضمامه لديه دلالات
الصحفي والمحلل السياسي ماهر أبو جوخ قال لـ ” انتقال ” حول انضمام قائد قوات الدعم السريع بولاية الجزيرة لصفوف القوات المسلحة : من المؤكد أن إعلان قائد الفرقة الأولي بولاية الجزيرة اللواء ابوعاقلة كيكل الانضمام إلي الجيش السوداني منتقلاً من موقعه السابق مسانداً للدعم السريع هو أمر لديه دلالة سياسية من واقع البعد الاجتماعى لكيكل بوصفه من خارج إقليم دارفور لكونه ينتمي لحواضن إجتماعية بوسط السودان أما الأمر الثاني فهو موقعه داخل قوات الدعم السريع كقائد للفرقة الأولي بولاية الجزيرة منذ استيلاء الدعم السريع على عاصمة ولاية الجزيرة مدني منذ ديسمبر 2023م وهو ما جعله فعلياً أقرب لوضعية الحاكم الفعلي للولاية والمشرف العسكري على التحركات العسكرية للدعم السريع بالتنسيق مع قائد الدعم السريع في منطقة وسط السودان المقدم عبدالرحمن البيشي الذي تم قُتل في غارة جوية في يوليو الماضي حيث قاد الرجلين –كيكل والبيشي- الهجوم بولاية سنار واستوليا على عاصمة الولاية سنجة أواخر يونيو الماضي.
تحول في موازين المعركة
وأضاف ماهر أبو جوخ لـ ” انتقال ” : على المستوى العسكري فإن إعلان انضمام كيكل للجيش يتطلب تقييم أثر هذه الخطوة فمن المؤكد أن انضمامه بمجموعات عسكرية مقاتلة سيكون بمثابة تحول عسكري في موازين المعركة لكونه سينتج عنه إدخال متغير جديد في معارك شرق الجزيرة وهو ما سيكون لديه تأثير مباشر على قوات الدعم السريع وسيطرتها على المنطقة وولاية الجزيرة وسيؤثر على تحركاتها التي تتم حالياً بكل حرية وسهولة على امتداد الضفة الشرقية للنيل الأزرق الخرطوم وحتى ولاية الجزيرة وهو ما يمثل خط إمداد ومناورة يتضمن مواقع إستراتيجية ذات تأثير حتى على المستوي الإقليمي كمحطة تقوية ضخ البترول في العيلفون المرتبطة بعمليات تصدير نقط دولة جنوب السودان، ومن الناحية الأخرى فإن عدم حدوث متغيرات على الأرض تفضي لتغيير المعادلة العسكرية بهذا الانضمام باستمرار بقية المجموعات المرتبطة بكيكل في القتال في صفوف الدعم السريع فسيقتصر هذا الانضمام على الجانب السياسي فقط دون وجود تأثير عسكري.
الانضمام و الاستسلام
وأشار ماهر أبو جوخ لـ ” انتقال “ : تلاحظ تباين في العبارة التي توصف الخطوة التي قام بها فـ”الاستسلام” يختلف عن “الانضمام” الأولى تعني أنه في وضعية أقرب للأسر ولا يتمتع بأي عفو أما الثانية فتجعله يتمتع بميزات العفو العام الصادر وهو ما يسقط عنه تهم مرتبطة بالحرب، ولذلك أحدث هذه الخطوة تفاعلات ارتدادية في أوساط مناصري الجيش أنفسهم إذ يعتبره البعض مسؤولاً عن تجاوزات وانتهاكات وجرائم وقعت بعد استيلاء الدعم السريع على مدني وسنجة وأضاف : من المؤكد أن الاجراء المرتبط بأي منهما –الاستسلام أو الانضمام- لديه تداعيات سياسية وقانونية ففي حال تقديمه للمحاكمة فهذه خطوة تضمن تماسك أكبر لمناصري الجيش وتجعل التوجه متسقاً مع الدافع الأساسي لمساندة الجيش المتمثل في ارتكاب الدعم السريع لانتهاكات لكون كيكل تحت دائرة الاتهام حيال الانتهاكات المرتكبة في الجزيرة وسنار، إلا أن هذه الخطوة ستكون ذات تأثير سياسي سلبي مستقبلاً بإحجام أي مجموعات أو قيادات ترغب في هجرة عكسية من موقعها الحالي باعتبارهم ينتظرهم ذات المصير، مضيفاً : أما إسقاط التهم وعدم تقديمه للمحاكمة فسيكون بمثابة سابقة تؤسس لإسقاط التجاوزات والافلات من العقاب لتقديرات سياسية وهذا أمر سيترتب عليه تصدع في جبهة مناصري الجيش لكونهم يسترشدون في التعبئة لموقفهم بالتذكير بالفظائع والانتهاكات الممارسة من الدعم السريع وهذا يترتب عليه تقويض اساس حملتهم ودعايتهم لاستمرار الحرب بعد أن تناسوا محاسبة احد المتهمين بالتجاوزات والانتهاكات المرتبطة بالدعم السريع في ولايتي الجزيرة وسنار ومن المؤكد سيكون لهذه الخطوة تصدعات عميقة وعنيفة وسط مناصري الجيش قد تتراجع حدتها في حال تحقيق الجيش لانتصارات بولاية الجزيرة تفضي لاستعادته مدني لكن مؤكد ستتفاقم في حال عدم تحقيق اي نتائج عسكرية جراء هذه الخطوة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى