انتقال – عباس محمد
في لحظة نادرة من الفرح الوطني، نجح المنتخب السوداني لكرة القدم في التأهل إلى نهائيات كأس الأمم الإفريقية (كان 2025) التي ستُقام في المغرب، ليُسجل ظهوره العاشر في البطولة الأبرز على مستوى القارة.
جاء هذا الإنجاز وسط ظروف استثنائية تعيشها البلاد، من نزاعات مسلحة ونزوح ملايين المواطنين، مما جعل الفرحة بالتأهل أكثر عمقًا ومعنى لدى الشعب السوداني الذي يبحث عن بارقة أمل وسط الأزمات المتلاحقة.
تحديات غير مسبوقة
رغم غياب الاستقرار وندرة الموارد بسبب الحرب التي أثرت على جميع مناحي الحياة، بما فيها الرياضة، أظهر “صقور الجديان” روحًا قتالية واستثنائية. خاض اللاعبون المباريات في ظل غياب الدعم اللوجستي الكامل، وفي ظل غياب الجماهير التي عادة ما تضفي الحماس والدفء على المدرجات.
قلب دفاع المنتخب، عبد الرحمن كوكو، ألقى الضوء على الأهمية الرمزية لهذه الانتصارات، حيث قال في حديث لصحيفة الغارديان قبل أسبوع: “الحرب الدائرة في البلاد تدفع الفريق إلى الأمام. إنها دفعة كبيرة لنا مع العلم أننا السبب الوحيد تقريبًا لسعادة الناس في السودان”.
وأضاف: “عندما نلعب، هذا كل ما يحدث في البلاد… تتوقف الحرب لمدة 90 دقيقة، بينما يشاهد الجميع، ولا يوجد قتال”.
الإنجاز العاشر
بالتأهل الجديد، يكتب السودان فصلاً آخر في تاريخه مع كأس الأمم الإفريقية، بعد مشاركته الأولى عام 1957، وتحقيقه اللقب التاريخي عام 1970. ويأتي هذا التأهل ليُثبت أن الرياضة قادرة على توحيد الأمة، حتى في أصعب الأوقات.
فرحة رغم الألم
على الرغم من الصراعات، وجد السودانيون في هذا الإنجاز لحظة لتجاوز الألم والتطلع نحو المستقبل. فقط تجول في منصات التواصل الاجتماعي.
الخطوة التالية
يستعد المنتخب السوداني الآن لخوض النهائيات في المغرب، وسط تطلعات لتقديم أداء مشرف يعكس إصرار الشعب السوداني وروحه التي لا تُهزم. من ملعب كرة القدم، يرسل “صقور الجديان” رسالة سلام ووحدة، ليؤكدوا أن السودان قادر على استعادة مجده، رغم كل الألم الذي يعيشه.
#انتقال#intigal