الخرطوم – انتقال
وصل إلى البلاد، رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، ومرشد الطريقة الختمية، محمد عثمان الميرغني، اليوم “الاثنين”، بعد غياب امتد تسع سنوات بعد مغاردته في 2013م تزامناً مع هبة سبتمبر، والتي راح ضحيتها قرابة 200 شهيد في احتجاجاتٍ سلمية مناهضة لنظام البشير تلك الفترة، وكان حزبهُ مشاركاً فيها.
وأشارت صُحف ووسائل إعلام إلى أن الميرغني وجه بطرد كلٍّ من نائب رئيس الحزب الحسن الميرغني والأمين السياسي إبراهيم الميرغني، من استقباله، واشترط عدم نزوله من الطائرة إلا بخروجهما من المطار .
واستقبل الميرغني آلافٌ من مريدي الطريقة الختمية، وبعض الإدارات الأهلية، ومنسوبي نظام المؤتمر الوطني المحلول في مطار الخرطوم، إضافة إلى منسوبي حركتي العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم وحركة جيش تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، الذين يدعمون العسكريين ومشاركتهم في السلطة. وتأتي عودة الميرغني بدعم مباشر من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وتخصيص طائرة له. وأشار الميرغني في تصريحات سابقة، إلى أنه عودته إلى السودان للمشاركة السياسية .
الميرغني يشكر السيسي
ووصل الميرغني إلى البلاد بطائرة خصصتها له الرئاسة المصرية بتوجيهات من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وكان في وداعه بمطار القاهرة الدولي مسؤولو ملف العلاقات والشؤون المصرية السودانية بوزارة الخارجية المصرية. وتقدم الميرغني قبيل إقلاع طائرته برسالة شكر للرئيس المصري وحكومته على كرم الضيافة والامتنان على ما قدموه له من خدمات وتسهيلات في رحلته إلى السودان .
صراعات نجلي الميرغني
وشهد الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل تجاذبات ونزاعات تنظيمية بين نائبي الرئيس ونجلي الميرغني جعفر والحسن، وتباين مواقفهما السياسية تجاه الأوضاع في البلاد، حيث يقف جعفر الميرغني مع تيار حركتي العدل والمساواة وحركة جيش تحرير السودان اللتين تشاركان في سلطة انقلاب 25 أكتوبر وحزب مدير الشركة السودانية للموارد المعدنية مبارك أردول المسمى بـالتحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية، وكون معهم ما يُسمّى الكتلة الديمقراطية .
ووقع الحسن الميرغني على الإعلان السياسي القائم على مشروع الدستور الانتقالي الذي أنتجته اللجنة التسييرية لنقابة المحامين السودانيين، وأدت الخلافات المستمرة بين نجلي الميرغني داخل الحزب الاتحادي الديمقراطي إلى تعيين كل منهما لأمناء للمكتب السياسي وإزاحة أمناء آخرين، حيث عُين في سبتمبر الماضي إبراهيم الميرغني أميناً سياسياً قبل أن يتخذ موقفاً مناوئاً لجعفر الميرغني ومنحازاً إلى جانب الحسن الميرغني مما أدى إلى إبعاده وتعيين معتز الفحل أميناً سياسياً بعد صراعات تنظيمية ولا يزال إبراهيم الميرغني يشغل ذات المنصب بتوجيهات مباشرة من الحسن الميرغني .
100 مليون جنيه للاستقبال
عودة رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل جاءت متزامنة مع هذه الصراعات التنظيمية بين نجليه وتم تأجلت من منتصف نوفمبر الجاري عدة مرات بسبب ترتيبات من لجنتي الاستقبال والتنظيم التي تم تكوينها ومن ضمن القائمين عليها طه علي البشير، وتم تأجيل عودته لمزيد من الحشد الجماهيري حيث تم تسيير 20 باصاً سفرياً من ولايات البحر الأحمر وكسلا والقضارف، إضافة إلى مدينة سنكات وجبيت، وباصات أخرى من ولايتي نهر النيل والشمالية وإرسال وفود من الحركات المسلحة بقيادة جبريل إبراهيم ومناوي، وكذلك بسبب توفير الدعم المالي وتشير مصادر مقربة من الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل – فضلت عدم الكشف عن اسمها – إلى أن تكلفة التحضير لاستقبال الميرغني بلغت قرابة الـ 100 مليون جنيه سوداني وتجهيز أماكن لسكن المستقبلين القادمين من الولايات في زوايا الطريقة الختمية بولاية الخرطوم. وشارك ما يسمى بتحالف “الكتلة الديمقراطية” – الذي ينشط فيه نائب رئيس الحزب جعفر الميرغني – في الحشود التي وصلت إلى مطار الخرطوم .
موقف الميرغني
عودة الميرغني إلى السودان ارتبطت بتصريحاته التي سبقت وصوله البلاد، حيث ذكر في تسجيل مصور أن حزبه يرفض مشروع الدستور الانتقالي ولن يوافق على دستور يستهدف الدين الإسلامي على حد وصفه، ويأتي تصريحه رداً على توقيع نائبه ونجله الحسن الميرغني على الإعلان السياسي القائم على مشروع الدستور الانتقالي والرؤية السياسية المفصلة التي طرحتها قوى الحرية والتغيير لإنهاء الانقلاب وإسقاط سلطته وبناء وضع دستوري جديد يلبي تطلعات الحركة الجماهيرية وتحقيق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة .
ويجد الحزب الاتحادي الديمقراطي دعماً من الحكومة المصرية بشكلٍ مباشر حيث دعم القنصل العام المصري في السفارة المصرية بالخرطوم أحمد عدلي قيام ما يُسمّى الكتلة الديمقراطية التي تضم حركتي العدل والمساواة برئاسة جبريل إبراهيم وحركة جيش تحرير السودان برئاسة مني أركو مناوي ومدير الشركة السودانية للموارد المعدنية مبارك أردول وحزبه المسمى التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية .
بوادر انشقاق
ووجه الميرغني لدى وصوله بطرد كل من نائبه الحسن الميرغني والأمين السياسي إبراهيم الميرغني من استقباله، واشترط لنزوله من الطائرة عدم وجودهما في المطار وفقاً لصحف ووسائل إعلام. وبدأت بوادر الانشقاق من الهرم إلى القاعدة ظاهرة في الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، حيث يقف نائب رئيس الحزب الحسن الميرغني وإبراهيم الميرغني في اصطفاف مناهض لطريقة إدارة رئيس الحزب ونائبه جعفر الميرغني وانحيازهما لموقف الحركات المسلحة ونداء أهل السودان بزعامة الشيخ الطيب الجد الداعمة للعسكريين والمؤتمر الوطني المحلول .
وظهرت بوادر الانشقاق في الحشود التي استقبلت الميرغني في مطار الخرطوم، حيث غلب عليها منسوبو النظام المحلول، إضافة إلى مجموعات من الحركات المسلحة والمجموعات السياسية الداعمة للعسكريين.