عطبرة – انتقال
” السودان اليوم أضحى يمثل أكبر أزمة انسانية منسية على ظهر الكوكب” هكذا وصف مدير برنامج الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية مارك رايان الوضع الإنساني المذري للغاية في السودان، فبالتزامن مع موجة النزوح الهائلة التي حدثت من الخرطوم الى ولايات السودان الأخرى خصوصاً نهر النيل والجزيرة والقضارف والبحر الأحمر و النيل الأبيض، و ضعف القدرة الاستيعابية لتلك المناطق لإستقبال ملايين الفارين من جحيم الحرب، تفشت أمراض عديدة، تسبب انهيار البنى التحتية للنظام الصحي في توسع إنتشارها وضعف القدرة على مجابهتها، لتحصد مئات الوفيات عقب اصابة آلاف السودانيين بتلك الأمراض، كالكوليرا و حمى الضنك، وسط أرقام مفزعة لعدد المصابين، رغم تكتم حكومات الولايات و مؤسساتها الصحية الرسمية على حقيقة الوضع، لكن الصحة العالمية تؤكد أن الوضع الإنساني سيئ لحد بعيد، بسبب فرار ملايين السودانيين من منازلهم و نزوحهم لخارج ولاية الخرطوم، بسبب حرب 15 ابريل التي إشتعلت بين قوات الجيش السوداني و الدعم السريع .
إنتشار للأوبئة الفتاكة
المتحدث بإسم تجمع المهنيين السودانيين، د. علاء نقد يقول أن الوضع الصحي بلغ مرحلة أشبه بالإنهيار الكامل، وقال لـ”انتقال” أن الوضع في السوداني عموماً، وفي مناطق النزاع تحديدا كارثي، وهو ما كنا نحذر منه باستمرار منذ اليوم الأول للحرب، التي أكدنا أن ايقافها فوراً هو الحل لكل معاناة السودانيين أصحاء، وخصوصاً المرضى الذين يحتاجون لأدوية مستمرة، خاصة المصابين بأمراض مزمنة، كالسكري وإرتفاع ضغط الدم، بل حالياً حتى الأدوية للأمراض السارية وغيرها ليست متوفرة، وشدد على إنتشار واسع للأوبئة والأوبئة الفتاكة، ما يتطلب مساعدات عاجلة.
و اشار نقد الى انتشار عدد من الأمراض الوبائية مثل حمى الضنك والكوليرا في الخرطوم وشمال كردفان وتعدد من لايات السودان الأخرى، و إتنشار كبير للملاريا في دارفور.و أضاف قائلاً ” منذ بداية الحرب قلنا بأن عدد الوفيات بالأمراض سيكون أكثر من الوفيات بالرصاص حال إستمرار الحرب، يبدو أننا الآن شارفنا على هذا الوضع” منوهاً الى إنعدام للأدوية للأمراض السارية أو غير المعدية مثل “السكري والضغط”، و أفاد “انتقال” طبيب جراح طلب عدم ذكر إسمه لتواجده بمناطق النزاع بأن بعض الجراحين يلجأ في كثير من الأحيان لإجراء عمليات جراحية معقدة تحت أضواء الشمس بفتح نوافذ مباني العملية بالمستشفى بسبب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي ، و اضاف ” هناك حالات ننظر اليها بعجز وحزن في انتظار إنقضاء الأجل بعد أن نفعل كل ما بيدنا، لكن نعلم بأن المريض يحتاج ادوية معينة لا تتوفر بكثير من مستشفيات الخرطوم في الوقت الحالي”. و كان مدير منظمة أنقذوا الاطفال في السودان عارف نور قال في ايضاحات صحفية سابقة ” لم نتصور قط أننا سنرى أطفالاً يموتون جوعاً بهذه الأعداد، لكنه الواقع في السودان، نشهد أعداداً ضخمة من الأطفال يموتون جوعاً” .
وفيات بالجملة
من جهتها كشفت منظمة الصحة العالمية بأنها سلمت 1100 طن متري من المستلزمات الصحية، وشددت على أن الوضع يحتاج إلى اهتمام وعمل عاجلين، لإنقاذ ملايين السودانيين، و أعلنت المنظمة العالمية في تصريحات صحفية، عن إغلاق 70% من المستشفيات في مناطق النزاع، لافتاً الى مغادرة 6.2 سوداني لمنازلهم، و وقطع مدير برامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايكل رايان أن نحو ثلاثة مليون اصابة بمرض الكوليرا في بالسودان، بلغت الوفيات منهم 90 شخصاً، و إصابة 4400 سودانياً بالحصبة بلغت الوفيات منهم 104 شخصاً، و أصيب 4800 شخصاً بمرض حمى الضنك توفي 54 منهم، و أضاف مدير برنامج الطوارئ بالصحة العالمية قائلاً ” 70 % من المستشفيات أغلقت أبوابها في مناطق النزاع”، وكانت منظمة “أنقذوا الأطفال” أصدرت احصاء في الشهر الخامس للحرب قالت فيه بأن 498 طفلاً لقوا حتفهم جوعاً في السودان، بينهم 24 طفلاً في دار ايتام تديره الحكومة في الخرطوم، بينما مات في ولاية القضارف 132 طفلاً بسبب الجوع في مستشفى حكومي، وسط غياب تام للسلطات .
#السودان #انتقال #intigal #حرب 15 ابريل