تقارير

حرب 15 ابريل.. جحيم مستعر لملايين الأطفال.. وجيل في خطر فقدان التعليم

إنتهاكات جسيمة وأرقام صادمة للمحتاجين للمساعدات

عطبرة – انتقال

 

تفاقم كبير للأوضاع الانسانية في السودان، بفعل حرب 15 ابريل و تداعياتها الكارثية على المدنيين، الذين فر ملايين منهم الى مناطق لجوء ونزوح بعيداً عن منازلهم.

و حذرت منظمة اليونيسف من أن ما لا يقل عن 5 ملايين طفل في دارفور يواجهون الحرمان الشديد من حقوقهم ومخاطر الحماية بسبب النزاع المستمر منذ سبعة أشهر في السودان. وأكدت المنظمة الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.

وأشارت اليونيسف في بيان إلى الإبلاغ عن أكثر من 3,130 دعوى بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الأطفال في البلاد، منذ اندلاع الصراع وقد شهدت منطقة دارفور نصف هذه الحالات على الأقل.

ونبهت الوكالة الأممية إلى أن هذا الرقم ليس سوى غيض من فيض، في ظل النقص الشديد في التقارير بسبب انقطاع الاتصالات وعدم القدرة على الوصول.

وجددت اليونيسف دعوتها إلى جميع الأطراف المشاركة في النزاع لاحترام القوانين الإنسانية الدولية وقوانين حقوق الإنسان، ووقف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأطفال، والوصول دون قيود وإزالة العوائق البيروقراطية التي تحد من السرعة والنطاق المطلوبين للوصول إلى ملايين الأطفال والعائلات الأكثر هشاشة في جميع أنحاء السودان.

جحيم لملايين الأطفال

كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسف قالت في تصريح صحافي : “لقد أصبح السودان – وخاصة دارفور – جحيما بالنسبة لملايين الأطفال منذ أكثر من نصف عام، حيث يتعرض الآلاف للاستهداف على أساس قبلي وللقتل والإصابة والإساءة والاستغلال يوما بعد يوم. وهذا أمر غير مقبول”.

وأضافت أن الأطفال عانوا بما فيه الكفاية، “ولا يزال آباؤهم وأجدادهم يحملون ندوب دورات العنف السابقة. لا يمكننا أن نسمح بحدوث ذلك مرة أخرى. يجب على جميع أطراف النزاع وقف القتال واحترام القانون الدولي. لا يمكننا تحمل أن يصبح السودان أزمة منسية”.

ارتفاع الانتهاكات الجسيمة

أفادت منظمة اليونيسف بارتفاع نسبة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الطفل في دارفور بنسبة 550 في المائة مقارنة بالعدد الذي تم التحقق منه في عام 2022 بأكمله.

و مع تحوُّل أنظار العالم نحو الوضع المُروِّع في غزة، دعت منظمة الصحة العالمية الى أن على العالم تذكر الشعب السوداني الذي لا يزال يعاني من وضع كارثي مماثل.

أرقام صادمة

 

وقالت المنظمة الدولية إن الأرقام الواردة إليها من السودان صادمة؛ إذ أن ما يقرب من 25 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، ويحتاج 11 مليون شخص آخر إلى مساعدات صحية عاجلة. ويواجه في الوقت الحالي أكثر من 20 مليون شخص مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي، في حين يعاني كل طفل دون سن الخامسة في السودان من سوء التغذية الحاد. ويواجه نحو 4.2 ملايين من النساء والفتيات والفئات السكانية الضعيفة خطر التعرض للعنف القائم على نوع الجنس – الذي يمكن أن يهدد حياتهم – فضلًا عن قصور أو انعدام فرص الحصول على خدمات الحماية والدعم.

تفشي للكوليرا بسبع ولايات

ضاعف التفشي السريع للكوليرا من تعقيد الاحتياجات الإنسانية المتزايدة بشكل قياسي. ومنذ الإعلان الرسمي عن تفشي المرض في ولاية القضارف في 26 سبتمبر، أبلغت سبع ولايات في السودان عن حالات مشتبه فيها، بينما تشير التقديرات إلى أن ما يزيد على 3 ملايين شخص معرضون لخطر الإصابة بالعدوى.

وفي حين يتواصل القتال بلا هوادة في أنحاء واسعة من البلاد، لا سيما في دارفور وكردفان والخرطوم، تشير أحدث الأرقام الرسمية التي تلقتها المنظمة الدولية في بيان من المدير الإقليمي حول الأزمة الصحية في السودان3 نوفمبر إلى وجود 3679 مُصابًا – ونظرًا لتعذُّر الوصول إلى العديد من المناطق الآن بسبب انعدام الأمن، فمن المرجح أن تكون الأعداد الحقيقية للمصابين أعلى من ذلك بكثير. وتشير التقديرات إلى أن 70% من المستشفيات في الولايات المتضررة جرَّاء النزاع توقفت عن العمل، وتعاني المستشفيات المتبقية من الإنهاك بسبب تدفق الأشخاص الذين يلتمسون الرعاية، وغالبيتهم من النازحين داخليًّا. ويمثل الأطفال حوالي نصف عدد الأشخاص الذين أُجبروا على الفرار، والبالغ عددهم 3.6 ملايين شخص، وبذلك أصبح السودان الآن البلد الذي يواجه أكبر أزمة لنزوح الأطفال في العالم.

و في خضم النزاع، بما يمتد إلى ما هو أبعد من الدمار المباشر والخسائر في الأرواح، يتعرض جيل من الأطفال في دارفور لخطر فقدان حقهم في التعليم، مع إغلاق جميع المدارس الرسمية في المنطقة تقريبا، والتي يبلغ عددها 4000 مدرسة، وفقا لليونيسف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى