رأي

الدور المجتمعي للصوفية.. شيخ الأمين نموذجاً

د. سامر عوض حسين

تلعب الزوايا والمساجد التي تتبع للطرق الصوفية في السودان دورًا مهمًا في إيواء اللاجئين والمشردين جراء الحرب التي لازالت مستمرة. فهذه المؤسسات الدينية التقليدية تقدم مساعدة إنسانية ودعمًا للأشخاص النازحين واللاجئين الذين فقدوا منازلهم ومقتنياتهم بسبب الصراعات. إذ تعمل المساجد والزوايا على توفير الإيواء المؤقت والمأكولات الأساسية والمساعدة في تلبية الاحتياجات الأساسية للنازحين واللاجئين. كما تقدم هذه المؤسسات الدعم النفسي والاجتماعي للمتضررين، وتقدم خدمات طبية بسيطة والمساعدات الإنسانية الأخرى. وبالإضافة إلى ذلك يعمل الشيوخ في المساجد والزوايا على تعزيز الوحدة المجتمعية وتعايش الثقافات بين اللاجئين والمجتمع المضيف. يقدمون تعليمًا دينيًا وثقافيًا ويعملون على تعزيز القيم الإنسانية والتسامح والتعايش السلمي. من الجدير بالذكر أن هذه المساجد والزوايا تعتمد على التبرعات من المجتمع المحلي والمهاجرين المغتربين في بلاد الله الواسعة. يعتبر دورها حيوي في توفير الحماية والمساعدة للأشخاص المتأثرين بالنزاعات والحروب في السودان.

كما أن الشيخ الأمين هو إحدى الشخصيات المهمة في مدينة أمدرمان، حيث قدم نموذجاً مهماً في خدمة المجتمع والتأثير الإيجابي الذي يمكن أن يلعبه الشيخ والطريقة في تحقيق التغيير والتنمية المستدامة. بدأ الشيخ الأمين مسيرته خلال حرب الخامس عشر من أبريل 2023 بتقديم الخدمات لأهالي أمدرمان، حيث كان من نشطاء المجتمع المدني الذين يعملون بصمت وبدون ضجيج إعلامي. تعتبر الخدمة المجتمعية المدنية أحد العوامل الأساسية في تحقيق التنمية المستدامة. وهنا يكمن الدور الكبير الذي يمكن أن يؤديه الشيخ والطريقة في إحداث التغيير الإيجابي في المجتمع. بدأ الشيخ الأمين هذه الرحلة النبيلة بتوفير الغذاء للأسر المحتاجة في أمدرمان. تعبيراً عن تدينه وحرصه على مساعدة الآخرين، قام الشيخ الأمين بإنشاء مطعم خيري يقدم وجبات غذائية مجانية للفقراء والمحتاجين. فكرته البسيطة والفعالة جعلته مصدر إلهام للكثيرين للمشاركة في هذه العملية الإنسانية. بفضل روح التضامن والتعاون، تم توسيع نطاق العمل وزيادة عدد المطاعم الخيرية في أمدرمان لتلبية احتياجات عدد أكبر من الأسر المحتاجة. من الجدير بالذكر أن الشيوخ الصوفية لديهم توجههم الروحي والديني الخاص، فهم يعملون بدون ضوضاء إعلامية ويفضلون عدم التباهي بأعمالهم الخيرية. هذا الأمر يضفي على العمل الخيري قيمة إيمانية وروحانية تؤكد صدق النية والتفاني في خدمة الآخرين. إن الشيخ الأمين ونموذج الخدمة المجتمعية التي قدمها في أمدرمان ويعدون خير دليل على أن الشيوخ والطرق الصوفية يمكن أن يلعبوا دوراً هاماً في الخدمة المجتمعية المدنية. فهم يسعون لتحقيق التغيير وتحسين الظروف المعيشية للمجتمع من خلال التفاني والعمل الدؤوب. وأعتقد بأن هنالك مئات الزوايا والمساجد في السودان تقوم بهذا الدور المهم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى