تقارير

” تقدم “VS برهان ..من يكسب الجولة ؟

خارطة طريق القوى المدنية الديمقراطية أكثر موثوقية

انتقال :تحليل سياسي
واصلت تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية ” تقدم ” جهودها لإيقاف الحرب واستعادة المسار الديمقراطي عبر عمليةٍ سياسية تَعقب اتفاق طرفي الحرب على وقف إطلاق النار والعملياتِ العسكرية وإيقاف توسع دائرة الصراع في البلاد ، وأعلنت عن خارطة طريقٍ للحل السياسي وخُتمت بالعبارةِ الخالدةِ ” عدا المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية وواجهاتهما ” .
مقابل ذلك ظل القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح البرهان ورئيس مجلس سيادة سلطة الأمر الواقع منذ انقلاب 25 أكتوبر 2021 ، يعمل لإيجاد مقعدٍ لحزب المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية استمراراً لصفقاتهِ التي عقدها معهم منذ تنفيذهِ الانقلاب الذي اعادهم بهِ إلى السلطة عبر إلغاء قراراتِ لجنة تفكيك نظام 30 يونيو واسترداد الأموال العامة .
توحيد المنبر
خارطة الطريق التي أعلنتها ” تقدم ” تأسست على توحيد المنبر التفاوضي وتكامل مساراتهِ لتصب في دعم منبر جدة وذلك بغرض توحيد الجهود الدولية والإقليمية وعدم تعدد المنابر والمسارات حتى لا يكون ذلك خصماً على انهاء الحرب وبدايةِ عمليةٍ سياسية تقودها القوى السياسية والمدنية الساعية إلى الديمقراطية ، وهو ماظل يعمل عكسه تماماً القائد العام للقوات المسلحة والذي يتخذ مواقف بعيداً عن ذلك بفتحِ مساراتٍ ومنابر جديدة من خلال جولاتهِ في دول الجوار السوداني والمحيط الإقليمي ، وتبدو رؤية” تقدم” مقروءةً مع زياراتِ قوى الحرية والتغيير إلى دول الجوار السوداني والمحيط الإقليمي والدولي ولقاءاتٍ مع ممثلي الاتحاد الأوربي هي الأكثر معقوليةً ومقبوليةً من الاتحاد الإفريقي والايقاد والاتحاد الأوربي والوساطة السعودية الأمريكية بمنبر جدة ، في الوقت الذي يسعى فيه الإسلاميون إلى جانب البرهان في تعطيل المنبر من خلال اتخاذ مواقف سياسية متطرفة تجاه دول الجوار السوداني ومحيطهِ الإقليمي ونموذجٌ لذلك تصريحات مساعد القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ياسر العطا ضد دولٍ تجاور السودان وأخرى في المنطقة .
الحل السياسي التفاوضي
مواقف القوى السياسية والمدنية الساعية إلى الديمقراطية في ” تقدم ” وفي قوى الحرية والتغيير تتفق على أهميةِ تفكيك نظام 30 يونيو واسترداد الأموال العامة والتعبير عن ذلك من خلال رؤيةِ تقدم والتي نصت على إعلان مبادئ ينهي الحرب ويؤسس للحكم المدني الديمقراطي عبر الحلول السياسية التفاوضية بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع والقوى المدنية والسياسية عدا المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية وواجهاتهما ، وبالضرورة فإن هذا النص الصريح والموقف البائن يتعارض مع توجهاتِ الإسلاميين وعلى رأسهم القائد العام للقوات المسلحة عبدالفتاح البرهان ، الذي يتحالف مع المؤتمر الوطني المحلول والحركة الإسلامية وواجهاتٍ سياسية لهما مثل الكتلة الديمقراطية والجبهة الوطنية السودانية وقوى التراضي الوطني منذ انقلاب 25 أكتوبر وظلت تقدم لها الدعاية السياسية للانقلاب على السلطةِ ودعم الحرب ، حيث أسهمت بصورةٍ واضحةٍ ومباشرة في تقويض الانتقال الديمقراطي واشعال الحرب ودعم استمرارها لتحقيق مصالحهم السياسيةِ والاقتصادية ، وتبدو فرص مضي هذه التوجهات ورغباتهم إضافة إلى رغباتِ البرهان في إيجاد مكانٍ لهم ضئيلةً بل تكاد تنعدم تماماً وفقاً لمراقبين ومحللين بعد اخطار رؤساء دول الجوار السوداني والمحيط الإقليمي البرهان أن انهاء الحرب يتطلب انهاء وفك الارتباط بالمؤتمر الوطني المحلول والحركة الإسلامية وواجهاتهما الساعية إلى استمرار الحرب ، وذلك بعد أن تأكد الجميع أن القوى السياسية والمدنية ( تقدم ) و قوى الحرية والتغيير هي الأكثر موثوقيةً ومصداقيةً في تبني المواقف الداعمةِ للانتقال الديمقراطي بدايةٍ بإنهاء الحرب وتحقيق رغبات الشعب السوداني في تنفيذ أهداف ثورة ديسمبر المجيدة والسعي إلى استكمال المسار الديمقراطي المُفضي إلى بناء نظام ديمقراطي راسخ ومستدام .
محاولات برهان والإسلاميين
تظهر محاولات البرهان والإسلاميين في السعي إلى إيجاد مقعدٍ في المشهد بعد أن أصبح الحل السياسي واقعاً ومساراً يجد دعماً كبيراً من الفاعلين الإقليمين والدوليين ، في طلبهم من الأمم المتحدة ومجلس الأمن إنهاء تفويض البعثة الأممية لدعم الانتقال في السودان من ناحية ، ومن ناحيةٍ أخرى مهاجمة دول الجوار السوداني والإقليمي كخيارٍ لإغلاق المجال على إيجاد حلٍ يلبي تطلعات السودانيين في انهاء الحرب .
ووفقاً لمراقبين فإن خارطة الطريق التي أعلنتها “تقدم” تعد موضوعيةً وذات موثوقية وتمثل طيفاً واسعاً من القوى السياسية والمدنية الداعمة لانهاء الحرب واستعادة المسار الديمقراطي وهي متقدمةٌ للغاية وتتطابق مع مواقف الفاعلين الاقليمين والدوليين وتحظى بدعمٍ كبير وفق قراءاتٍ لمساراتِ الأحداث ، إضافةٍ إلى أن محاولاتِ الإسلاميين وقائد القوات المسلحة صارت مكشوفةً ومواقف الإسلاميين المتطرفة خلال الحرب ومواقفهم تجاه دول الجوار السوداني على الأقل أصبحت مصدر قلقٍ كبير لهم يؤثر على أمنهم القومي حال استمرار الحرب في السودان .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى