تقارير

العطا و قائد مليشيا البراء.. حذوك النعل بالنعل

المجاعة تواجه ملايين السودانيين.. و مساعد قائد الجيش: سنواصل الحرب ولو إستمرت "100" عام

كسلا  – انتقال

“من يختار اي خيار لهذه المعركة سوي الحسم سيضع نفسه في مربع المسئولية أمام الشعب السوداني”، هكذا صرح الأحد قائد كتيبة البراء بن مالك، أحد أذرع الحركة الإسلامية وحزبها المحلول “المؤتمر الوطني”، بعد هذه التصريحات التي لا تتماشى و رغبة جل السودانيين في وقف الحرب وتداعياتها الكارثية، عاد مساعد القائد العام للجيش السوداني الفريق ياسر العطا بتصريحات مشابهة تماماً، إذ قال بأنهم مستمرون في الحرب ولو إستمرت مائة عام، رافضاً أي حديث عن التوصل لوقف إطلاق نار وإنهاء الحرب التي وصفها القائد العام للجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان بالعبثية.

و في 15 ابريل اندلعت حرب مدمرة في السودان، بين الجيش وقوات الدعم السريع، تسببت في مقتل عشرات الآلاف و تشريد ملايين المدنيين، و تحطيم البنية التحتية للبلاد، فضلاً عن تسببها في انهيار شبه كامل للإقتصاد، و أدت الى ما وصفته منظمات أممية بالكارثة الإنسانية الأكبر في الكوكب.

حذرت ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” في السودان مانديب أوبراين، من تفاقم الأزمة السودانية، على المستوى الإنساني، بسبب إنعدام الغذاء و تزايد النزوح جراء الحرب.

وقالت أوبراين في بيان صحافي الاسبوع الماضي إن “قرابة 8.9 ملايين من أطفال السودان يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد والأمراض”، مضيفة أن أكثر من 7 ملايين سوداني نزحوا داخلياً منذ بدء الحرب، منهم نحو 4 ملايين طفل وأشارت المسؤولة ان نزوح الأطفال تصاحبه أزمات أخرى متعددة نتيجه الحرب.

و في كارثة جديدة، ستزيد من المجاعة بالسودان، خرج مشروع الجزيرة و امتداد المناقل، و للمرة الأولى منذ 100 عام، “قسراً”  عن الدورة الزراعية بسبب الحرب، ويساهم المشروع الذي يعد الأكبر في البلاد، بمساحة 2.2 مليون فدان، بنحو 65 % من إنتاج البلاد من الذرة والقمح والقطن والمحاصيل البستانية.

ترديد الأوهام

وحول تصريحات العطا بإستمرار الحرب، كتب عضو الهيئة السياسية بالتجمع الاتحادي بابكر الشريف على صفحته بمنصة فيسبوك ” وما الحرب إلا ما لم تعلموا ولم تذوقوا..  أشفق على حياتك البائسة التي قادتك لتكون وقوداً لحرب غيرك، هذا العطا ساذجاً أو حالماً وقد يكون رومانسياً مفرطاً في الرومانسية من خلال ترديده لشعارات وأوهام قائد كتيبة البراء المصباح طلحة التي قالها بالأمس ويشير فيها إلي رفضهم لأي تفاوض يوقف حربهم العبثية: “من يختار اي خيار لهذه المعركة سوي الحسم سيضع نفسه في مربع المسئولية أمام الشعب السوداني”.

لاتوقفوها ولكن ….

الكاتب الصحفي محمد سعيد “حلفاوي” علق هو الآخر على حديث العطا باستمرار الحرب حتى ولو مائة عام حتى قتل آخر جندي في قوات الدعم السريع، بأنه لا مانع من استمرار الحرب مائة عام فقط هناك استحقاقات يجب أن يدفعها متخذ هذا القرار بوضع عائلته وأطفاله في مركز إيواء حيث لا يجدون موطئ قدم لسرير أو مقعد و “ينتظرون منذ الصباح الباكر لدخول الحمام وبعيون مليئة باليأس ينتظرون وصول موظفي الاغاثة لتوزيع  كراتين المساعدات في فصول دراسية ينام أغلب الناس على الأرض وفي مدن تحولت أرصفتها الترابية إلى مخيمات تختلط مياه الأمطار مع الأمتعة القديمة ثم يفرون صباحا نحو المقاهي لا يحملون نقودا ينظرون إلى المارة يتذكرن أيامهم قبل الحرب البعض مهم يموت وهو يتمنى أن تطأ قدماه فناء منزله ستيني وسبعيني بلغ من العمر عتياً” .

طوفان قادم 

و أضاف حلفاوي ” إذا عاشت عائلاتكم في هذه الأوضاع الإنسانية التي تهين كرامة الإنسان في ذلك الوقت لن يمانع المواطن النازح وحتى من يسكن في منزله محاطا بالجوع والعطش   استمرار الحرب إلى قيام الساعة، أما إذا كنت تريد استمرار الحرب ومدينة تلو الأخرى تسقط على يد الدعم السريع ويهرب المواطن من بطشها وتكون أنت في مقعدك الوثير وسيارتك الباردة ومصاريفك التي لا تنقطع فأبشرك الطوفان قادم اليك لا محال لأنها إرادة الله الواحد الأحد القهار الصمد”.

 

#انتقال #intigal

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى