الاسلايد الرئيسيتقارير

إبراهيم محمود حامد.. حرب العودة إلى السلطة

طه عثمان: الإسلاميون أشعلوا الحرب ضد الثورة ..عروة الصادق: الحزب المحلول يسعى إلى إقحام أياديها الإقليمية والاممية في الصراع

انتقال : حسام الدين عبدالوهاب
وفقاً لتحليلاتٍ وآراء ومتابعين للشأن السياسي ومسارات الحرب في السودان فإن أيادي المؤتمر الوطني في اشعال الحرب لم تكن خافيةً منذ إطلاق رصاصتها الأولى في 15 أبريل 2023 حيث ظهر منسوبو حزب المؤتمر الوطني المحلول والحركة الإسلامية بأزياء القوات المسلحة في مواقع عديدة داخل العاصمة الخرطوم والولايات.
ولكن المؤتمر الوطني المحلول لم يخف علاقته بالحرب منذ إصدار رئيسه أحمد هارون المكلف السابق من مجلس شورى الحزب المحلول بقراراتِ لجنة تفكيك نظام 30 يونيو في 2019، بياناً في أبريل 2023 أكد فيه ارتباطهم بالحرب وأسماها حرب الكرامة ، الخلافات داخل المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية تعود جذورها إلى قراراتِ مجلس شورى الحزب المحلول تكليف إبراهيم محمود حامد بالرئاسة بدلاً عن أحمد هارون الذي تم إلقاء القبض عليه بعد ثبوت تهم ٍ بالفساد وانتهاكاتٍ قانونية وجرائم خلال فترة حكمهم ، هذه الخلافات وفقاً لمتابعين ومراقبين سببها نقطتين الأولى : سعي كل طرفٍ نحو السيطرة على الحزب وبالتالي العودة إلى السلطة بالدخول في تفاوض مع قوات الدعم السريع واقصاء القوى السياسية والمدنية وتشكيل حكومة تشمل الحركات المسلحة التي تقاتل إلى جانب القوات المسلحة ويقود هذا التوجه إبراهيم محمود حامد ، بينما يرى الطرف الثاني شن عملياتٍ عسكرية واستعادة ولايتي الخرطوم والجزيرة فقط ثم اعلان حكومةٍ يكون مقرها بورتسودان وعدم الاكتراث للحركات المسلحة والمضي في تقسيم السودان وهو يقود هذا التوجه علي كرتي وظهر ذلك في التسريبات الأخيرة التي كشفت الخلافات بين القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقادة الحركات المسلحة جبريل إبراهيم ومني اركو مناوي حول نصيبهم في السلطةِ والمناصب الوزارية ومطالبتهم بـأكثر من 72 مليون دولار لتمويل مليشيا تهم ، ولكن تيارا الإسلاميين يتفقان على سحق القوى السياسية والمدنية الرافضة للحرب تماماً .
هجوم على الجميع
هذه الوقائع تؤكدها عودة رئيس الحزب المكلف إبراهيم محمود حامد والذي شغل مناصب رفيعة سابقة في عهد البشير واستقباله بصورة رسمية في مدينة بورتسودان شرقي السودان في مطلع أكتوبر الجاري ، وتصريحاتهِ التي واصل فيها خطاب الحركة الإسلامية بدعم القوات المسلحة والإشارة المباشرة إلى مشاركة كتائب الإسلاميين والمقاومة الشعبية والمستنفرين ضمن صفوفها وأيضاً دعم قوات الحركات المسلحة بقيادة جبريل إبراهيم ومني اركو مناوي ومصطفى تمبور و التي تعرف بـ ” القوات المشتركة ” ، الاستقبال الرسمي الذي حُظي به إبراهيم محمود حامد يؤكد الارتباط الوثيق بين قيادة القوات المسلحة والحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني ، حيث حملت تصريحات إبراهيم محمود ذات المضامين حول علاقةِ حزبهم بالحرب والتي ذهب فيها إلى مهاجمةِ القوى السياسية والمدنية المناهضة للحرب والساعية إلى الديمقراطية مثل قوى الحرية والتغيير وتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية وكذلك مهاجمة المجتمع الدولي والإقليمي الذي يبذل جهوداً مستمرة منذ انشاء منبر جدة التفاوضي في نهاية أبريل 2023 والذي تقوده كل من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة .
لم يكتف إبراهيم محمود حامد في تصريحاتهِ بالهجوم على القوى السياسية والمدنية وإنما أيضاً أكد دعمهم في المؤتمر الوطني المحلول والحركة الإسلامية لكلٍ من حركة المقاومة الإسلامية ” حماس ” وحزب الله وحركة طالبان حيث صرح في خطابهِ لقياداتِ حزبه لدى استقباله قائلاً:عز السودان والأمة في الإسلام وليس عند إسرائيل ولا قوة إلا بالإسلام واستند على مواقف حركة طالبان ووصفها أنها أصابت الولايات المتحدة بالدِوار.
أحمد عباس ..الكباشي
إبراهيم محمود حامد وبعد مكوثهِ في بورتسودان لعدةِ أيام ولقاء قيادات القوات المسلحة والحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني المحلول والحركات المسلحة انتقل إلى مدينة كسلا للقاء قيادات الحركة المسلحة بشرق السودان ، ولكن هذه ليس الجانب الوحيد في مشهد وجود المؤتمر الوطني المحلول داخل سياق حرب 15 أبريل كطرفٍ أصيل صاحب مصلحةٍ حقيقية فيها بغرض العودة إلى السلطة ، ففي السابع من أكتوبر الجاري ظهر والي ولاية سنار الأسبق والمتهم في قضايا فسادٍ وارهابٍ أحمد عباس مرتدياً زي القوات المسلحة إلى جانب مساعد قائد القوات المسلحة الفريق أول شمس الدين كباشي في جبل موية بولاية سنار وهي المنطقة التي سيطرت عليها القوات المسلحة بعد معارك استمرت لأيام بينها وقوات الدعم السريع .
ظهور والي سنار الأسبق أحمد عباس مع الوجود الكثيف لمنسوبي حزب المؤتمر الوطني المحلول والحركة الإسلامية وقيادات المقاومة الشعبية في ولاية سنار ورئيسها ” عمار حسن عمار ” يعد تأكيداً إضافياً على أن الإسلاميين هم الذين أشعلوا في الحرب في السودان ويقودونها تحت زي القوات المسلحة.
طه عثمان: الحرب ضد ثورة ديسمبر المجيدة
القيادي في تنسيقية المهنيين والنقابات وعضو الأمانة العامة لـتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية طه عثمان – عضو مقررية لجنة تفكيك نظام 30 يونيو واسترداد الأموال العامة – أوضح لـ ” انتقال ” أن كل يوم ٍ يمر في الحرب يثبت أن أهدافها ليست مرتبطة بموقف تجاه الدعم السريع أو المليشيات المسلحة أو حرب كرامة كما ظلت تروج الآلة الإعلامية للحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني المحلول وغرف اعلامهم، أو عودة المواطنين النازحين واللاجئين إلى منازلهم، بل هي حرب المؤتمر الوطني بامتياز من أجل عودتهم إلى السلطة وقطع الطريق أمام الانتقال الديمقراطي والتحول المدني.
وأضاف طه عثمان لـ ” انتقال “: من الواضح أن تفكير الإسلاميين يمضي اتجاه إعادة عقارب الساعة إلى الوراء ما قبل ثورة ديسمبر المجيدة وليس لديهم مانع في التوافق مع قوات الدعم السريع وتناسي جرائم وانتهاكات الحرب التي اتهموا بها القوى السياسية والمدنية ظلماً في سياق خطاب التضليل الإعلامي وتغبيش الرأي العام وإذا قَبل قائد قوات الدعم السريع أن يعود إلى دوره ما قبل الثورة أو حتى قَبل بدور الشريك الأصغر لهم أو قاسمهم السلطة والثروة لن يكون لديهم مانع ولن نسمع بعدها عباراتٍ وكلماتٍ مثل ” خائن ” أو ” مجرم ” أو ” مليشيا متمردة ” ، و أشار طه عثمان إلى أن استقبال رئيس المؤتمر الوطني المحلول في بورتسودان في الصالة الرئاسية وظهور والي ولاية سنار الأسبق أحمد عباس وأيضاً استقبال قائد قوات الدعم السريع أبوعاقلة كيكل من قبل الإسلاميين كبطلٍ عائد إلى حضن الوطن كما يروجون يعد دليلاً قاطعاً على أن حقيقة هذه الحرب ضد ثورة ديسمبر المجيدة ومبادئها وما حققتها من مكاسب للشعب السوداني في الحرية والسلام والعدالة .
اعتقال المحامي منتصر
وقال طه عثمان لـ ” انتقال “: في الوقت الذي يعود فيه المطلوبون للعدالة في جرائم فساد وانتهاكاتٍ بحق الشعب السوداني ويُنظر إلى أبو عاقلة كيكل بصفتهِ بطل، يتم سجن المحامي منتصر عبد الله لقيامهِ بواجبه الأخلاقي والمهني بالظهور أمام النيابة العامة في بورتسودان، ودفاعهِ عن قياداتِ القوى السياسية والمدنية المطالبين بإيقاف الحرب والسلام والحكم المدني الديمقراطي والجيش المهني الواحد.
اتفاق بين الإسلاميين والبرهان
عودة رئيس حزب المؤتمر الوطني المكلف جاء ضمن صفقةٍ واضحة الملامح بينه وبين قائد القوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح البرهان ، ظهرت بعد وصوله فوراً حيث أصدر رئيس القضاء في السودان عبدالعزيز فتح الرحمن قراراً بالرقم ” 329″ لسنة 2024 بتشكيل لجنة ٍ لإعادة النظر وإلغاء قرارات لجنة تفكيك نظام 30 يونيو واسترداد الأموال العامة والتي تم تجميد اعمالها عقب انقلاب 25 أكتوبر ، وقامت سلطة الانقلاب بقيادة البرهان بإلغاء عددٍ كبير من قراراتها وإعادة منسوبي حزب المؤتمر الوطني المحلول والحركة الإسلامية إلى جميع مؤسسات الدولة وفك حجز حساباتهم البنكية والشركات التي استرداداها لصالح الشعب السوداني حيث كانت هذه الشركات والمؤسسات الاقتصادية جزء من شبكات تمويل لعدد كبير من الجماعات الإسلامية والإرهابية في المحيط الدولي والإقليمي وذات ارتباطٍ وثيق بجماعاتٍ إسلامية مثل حركة حماس والإخوان المسلمين في مصر ودولٍ أخرى .
ونص قرار رئيس القضاء بنظر الطعون وفقاً لأحكام المادة ” 206″ من قانون الإجراءات المدنية لسنة 1983 وأي طلباتٍ تتعلق بشأنها واتخذ رئيس القضاء أن تكون دائرة الطعون بالمحكمة القومية العليا بولاية البحر الأحمر وطلب القرار توفير المعينات اللازمة لها.
خلافات الإسلاميين
إصدار هذا القرار متزامناً مع عودة إبراهيم محمود يؤكد حقيقة اشعال الحرب ولمصلحةِ من ومن يقف ورائها، ومع ذلك لا تخفى الخلافات السياسية والتنظيمية داخل حزب المؤتمر الوطني المحلول والحركة الإسلامية حيث ينقسم المؤتمر الوطني المحلول إلى تياراتٍ تحكمها المصالح ومحاولات السيطرة على القوات المسلحة من جهة والوصول إلى السلطة من جهةٍ أخرى ومحاولاتٍ اقصاء كل تيارٍ للآخر، حيث يقف إبراهيم محمود حامد على رأس تيارٍ يضم كل من نافع علي نافع واخرين بينما يقف الأمين العام للحركة الإسلامية علي كرتي وأحمد هارون وأسامة عبدالله على رأس التيار الاخر ، موقف كل تيارٍ يبدو واضحاً في مواقف قائد القوات المسلحة عبد الفتاح البرهان ومساعديه شمس الدين كباشي وياسر العطا ، وتفاهماتٍ تجمعه مع المؤتمر الوطني المحلول والإسلاميين ، ويبدو ذلك واضحاً في موقف البرهان الذي سمح باستقبال إبراهيم محمود حامد وظهور والي سنار الأسبق أحمد عباس مع شمس الدين كباشي وكل من البرهان وكباشي يقف تيارهما إلى جانب تيار إبراهيم محمود حامد ، بينما يقف ياسر العطا إلى جانب تيار علي كرتي وما يدلل على ذلك هو تحركات القوات المسلحة الأخيرة وانتشارها في مدنية بحري في ضاحية الحلفايا أثناء تواجد البرهان في اجتماعات الأمم المتحدة .
مصدر عسكري: انقسام قيادة الجيش
ووفقاً لمصادر عسكرية من داخل القوات المسلحة – فضلت حجب اسمها – فإن مواقف قيادة القوات المسلحة منقسمةً تماماً وتأثيرٍ بائن لتجاذبات تيارات المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية عليهم، وأشارت هذه المصادر العسكرية إلى أن تيار علي كرتي وأحمد هارون يدعم بصورةٍ كاملة الفريق أول ياسر العطا لذلك يضع مليشيا البراء بن مالك والمقاومة الشعبية والمستنفرين تحت إمرتهِ والتنسيق معه وتعد قاعدة كرري العسكرية بأمدرمان هي مركزهم ومعقل قيادتهم.
التوافق مع انقلاب 30 يونيو
دليلٌ اخر يمكن أخذه في الاعتبار على أن قيادة القوات المسلحة إن لم تكن فقط في تحالفٍ وتوافقٍ مع حزب المؤتمر الوطني المحلول ولكنهم جزء من عضوية التنظيم داخل المؤسسة العسكرية والأمنية ، هو نشر الصفحة الرسمية لسلطة الأمر الواقع في 17 أكتوبر الجاري والتي تحمل إسم مجلس السيادة الانتقالي نعياً وتعزيةً للعميد ” معاش ” مارتن اروب لوال والذي كان أحد أعضاء المجلس العسكري الذي نفذ انقلاب 30 يونيو 1989 والذي هو انقلاب الإسلاميين على سلطةٍ ديمقراطية ومكنهم من حكم البلاد لمدة 30 سنةً واسقطتهم ثورة شعبية في ديسمبر2018 /أبريل 2019 وهو ما يؤكد أن سلطة انقلاب 25 أكتوبر 2021 ذات ارتباطٍ وثيق بالإسلاميين ، ووصفت صفحة مجلس السيادة الانتقالي العميد الراحل بعضو مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني في العام 1989 ، على الرغم من أقوالٍ سابقة لقياداتِ القوات المسلحة أنهم يدعمون ثورة ديسمبر المجيدة وهو ما كذبته الأيام ووقائع الأحداث .
عروة الصادق: الإسلاميون تدربوا في مقار الجيش
القيادي في حزب الأمة القومي وعضو لجنة تفكيك نظام 30 يونيو واسترداد الأموال العامة قال لـ ” انتقال ” : منذ أن سقط الرئيس المخلوع في إبريل 2019، لم يتحمل عناصر الحزب المحلول والحركة الإخوانية تأخير ما تم الاتفاق عليه بينهم وبين اللجنة الأمنية بإجراء عملية إحلال وإبدال عاجلة للصف الثاني في التنظيم والحركة أو حفظ ممتلكات ومنقولات التنظيم بواسطة الاستخبارات العسكرية وتحت حراسة قادة الجيش، ولكن أتت رياح الثورة بما لم تشتهه سفن التنظيم والحركة، إذ شرعت الثورة قانون تفكيك نظام الثلاثين من يونيو 1989م، الذي خصص لتفكيك بنية النظام واسترداد أموال البلاد المنهوبة وتصفية المؤسسات العامة من الوجود التمكيني للتنظيم، لذلك كانت هذه العملية الجراحية القاسية أمرا مزعجا لقيادة الحركة والتنظيم التي قررت الانقلاب على السلطة.
وأضاف عروة الصادق لـ ” انتقال “: توالت محاولات الانقلاب إلى تم الانقضاض على السلطة في 25 أكتوبر 2021م، وتمت بداية استعادة التنظيم وعناصره في كل مرافق الدولة، وبدأت حملة التخلص من كل الآخر السياسي والعسكري وحتى الاجتماعي، وبدأ التحضير بتدريب عناصر الكتائب في معسكرات تابعة للجيش في فترات متباعدة آخرها كان تدريب مجموعة البراء بن مالك في المدرعات والتي أنهت ضرب النار على مختلف في معسكر اليرموك مطلع يناير 2023م.
الإسلاميون طرف فاعل في الصراع
وأشار عروة الصادق إلى أن مشاركة عناصر الحزب المحلول والتنظيم الإخواني في الصراع الدائر في السودان من القضايا الواضحة وضوح الشمس في رابعة السماء والتي تعكس تعقيدات المشهد السياسي والعسكري في البلاد، ومنذ اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، برزت مشاركة قياديين إسلاميين وكوادر محسوبة على نظام الرئيس المعزول عمر البشير كطرف فاعل في هذا الصراع، بل الطرف الأول المتحكم في قرار الضرب والمنع والإقالة والتحشيد وإبادة ما اصطلح عليه بالحواضن.
وواصل عروة في حديثهِ لـ ” انتقال “: وثقت تقارير إعلامية مشاركة قياديين إسلاميين في الحشد للقتال بجانب القوات المسلحة ضد قوات الدعم السريع، من بين هؤلاء القياديين، إبراهيم محمود حامد رئيس الحزب، والحاج آدم، وولاة الولايات السابقين كأحمد عباس المحكوم بقضايا خيانة أمانة وفساد، وأحمد هارون، المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية، والذي ظهر في مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يشارك في التعبئة للقتال.
الإسلاميون يتحملون مسؤولية الحرب
وأشار عروة الصادق إلى فرض الولايات المتحدة عقوباتٍ على الإسلاميين ، ذاكراً لـ ” انتقال ” : كما أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على زعيم الحركة الإسلامية في السودان، علي كرتي، بسبب دوره في عرقلة جهود التوصل إلى وقف إطلاق النار واستعادة التحول الديمقراطي في البلاد، بالإضافة إلى المئات من العناصر التابعة لقطاع الطلاب والشباب ورؤوس الأموال الحزبية التي نشطت في عمليات توريد الملبوسات والوقود وتمويل العمليات الحربية، وكذلك قائمة إعلاميي الحزب المحلول على رأسهم رئيس اتحاد الصحفيين الصادق الرزيقي، جميع هؤلاء انخرطوا في الحرب إما قتالا أو تمويلا أو تعبئة، فيما شارك قيادات مثل أنس عمر وعبد الرحمن الخضر وعمر نمر وغيرهم في التحضير والتنسيق والتعبئة والتدريب للحرب.
وكشف عروة الصادق لـ ” انتقال ” أن وجود الإسلاميين في الحرب واضح تماماً وباتفاق مع قيادةِ القوات المسلحة ، وشرح قائلاً : تعد مشاركة العناصر الإسلاموية في الصراع جزءًا من محاولات القوات المسلحة لتقوية صفوفها المتهالكة في مواجهة قوات الدعم السريع التي أسست في الأساس لسد ثغرة قصور قوات المشاة في الجيش، وقد أدى هذا إلى تصاعد حدة القتال وزيادة تعقيد المشهد العسكري والسياسي في السودان لتحكم عناصر الحزب المحلول في القرار العسكري والسياسي، كما أن هذه المشاركة تعكس استمرار تأثير النظام السابق على استمرار الأحداث الجارية خاصة في إعاقة مباحثات السلام ومنع قيادة الجيش من التوجه نحو التفاوض خاصة بواسطة عناصر وزارة الخارجية ممن أقالتهم لجنة التفكيك آنفا، مما يثير تساؤلات حول مستقبل التحول الديمقراطي في البلاد.
وحمل عروة الصادق المؤتمر الوطني المحلول والحركة الإسلامية اشعال واستمرار الحرب وتعقيد المشهد وسبيل انهائها بالتفاوض والحلول السلمية وأضاف : بات أمرا يقينيا أن مشاركة عناصر الحزب المحلول والتنظيم الإخواني في الحرب الدائرة في السودان أكبر مسببات تعقيدات المشهد السياسي والعسكري في البلاد، ومن أخطر عوامل تمدد الصراع ليصبح إقليميا خاصة وأن عناصر الحزب المحلول تحاول إقحام أياديها الإقليمية والاممية في الصراع والمشاركة فيه، وهذه المشاركة تسلط الضوء على التحديات التي تواجه السودان في مسيرته نحو الاستقرار والتحول الديمقراطي خاصة وأن هذه المجموعات الإخوانية المتحالفة تحت مسمى التيار الإسلاموي العريض لا يؤمنون بسيادة الدولة القطرية أو مدنية الدولة أو ديمقراطية الحكم أو حتى صون حقوق الإنسان، فهذا النهج الحربي الذي بدأ سلطويا انتقل إلى نداءات جهادية متطرفة تتشرب من العنف والدماء وهو ما يؤكد على الحاجة إلى جهود دولية وإقليمية مكثفة لدعم السلام والاستقرار في البلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى