ثقافي

رسائل الدنيا الجديدة .. إنعاش لأدب راقٍ في رحاب الفكر والسياسة والفن

كتاب جديد للأستاذ بابكر فيصل في معرض القاهرة للكتاب

يصدر للأستاذ بابكر فيصل في مقبل الأيام عن دار المصورات كتاب جديد بعنوان “رسائل الدنيا الجديدة” والتي ينشر فيها رسائل متبادلة تجمعه بالمثقف والأديب والسياسي الراحل د. محمد عثمان الجعلي وبأستاذ الفلسفة د. عبد السلام نور الدين وآخرين من أصدقائه وأقرانه .
يرفد بابكر فيصل عبر هذا الكتاب مكتبة أدب الرسائل بدماء جديدة؛ وأدب الرسائل ضرب إبداعي صارت تطارده أشباح الاندثار في المكتبة العربية ولا سيما السودانية، في زمن شاعت فيه مفردات الرسائل القصيرة واختصارات السوشيال ميديا ورموز الإيموجي التي حملت فوق ما يمكن أن تحتمل من معانٍ وتعابير. ويظهر من خلال الحوارات الشجية العذبة المتبادلة في هذه الرسائل العابرة للأجيال والمدن والقارات مدى ما تحمله في طياتها من انشغال دائم بقضايا الوطن والحزب الكبير وهم مؤرق يتعمق في أسئلة الفكر والسياسة تارة وتلطفه مناوشات الأدب والشعر والفن تارة أخرى. وتكشف هذه المكاتبات عن جانب مختلف من اهتمامات الأستاذ بابكر فيصل الذي قلما حاد في كتاباته الفكرية والسياسية من مقالات وأوراق وكتب نشرت سابقا عن التناول الأكاديمي الرصين والملتزم الذي عرف عنه.
في الرسائل سياحة فكرية غنية ولغة عالية واحترام متبادل يقرأ ما بين السطور ينم عن عمق العلاقة التي جمعت أ. بابكر فيصل بمراسليه في الكتاب ولا سيما بالدكتور الراحل المقيم محمد عثمان الجعلي ذو الاهتمامات الفكرية والثقافية الواسعة وأحد رموز الحزب الاتحادي الديمقراطي وأعلامه الوطنية. وشكلت الرسائل المتبادلة بينهما الجزء الأكبر من الكتاب ونقلت جانبا كبيرا من تواصلهما الفكري الذي استمر حتى وفاته في مطلع ٢٠١٦. وقد كانت حوارات أ. بابكر مع د. الجعلي مدخلا لإشراك د. عبد السلام نور الدين أستاذ الفلسفة في جامعة الخرطوم والذي كثيرا ما تناول في كتاباته قضايا نقدية متعلقة بالحزب الوطني الاتحادي، فنتجت عن هذا التقارب نقاشات ورسائل تناولت فيما بعد قضايا حيوية في التاريخ الوطني والإصلاح الحزبي ونقد تجربة الإسلام السياسي وأزمة الطبقة الوسطى السودانية وغيرها.
يحتوي《رسائل الدنيا الجديدة 》أيضا على رسائل معنونة إلى محمد الفاتح ابراهيم ومحمد عبد الحميد تناول فيها بالرد والتعقيب بعض القضايا والموضوعات الفكرية التي تشغل الساحة آنذاك وما تزال أصدائها تهم المتابعين، وختمت برسائل مطولة إلى اللواء الراحل أبو القاسم الأمين كشة عبد السلام وهو خال أ. بابكر فيصل يحثه فيها على التأريخ الاجتماعي لمدينة الخرطوم بهدف إبراز التنوع والثراء الاجتماعي والثقافي والإثني للمدينة كمدخل لتناول قضية المواطنة ووحدة السودان ومعالجتها.
يعرض الكتاب في طبعته الأولى لأول مرة في معرض القاهرة للكتاب ما بين ٢٣ يناير – ٥ فبراير ٢٠٢٥ في صالة عرض دار المصورات للنشر والطباعة والتوزيع، مع مجموعة كتب أخرى صدرت للأستاذ بابكر فيصل وهي في ظلال السلطان: مقالات في نقد الإسلام السياسي، ضباب المدينة: في أزمة الطبقة الوسطى السودانية، و في شأن النصوص والوقائع: حوارات مع شاكر النابلسي، سيد القمني، وخليل عبد الكريم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى